• آخر تحديث: الاربعاء 08 اكتوبر 2025 - الساعة:13:55:36
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
الزبيدي يرسم ملامح “الجنوب العربي”.. دولة مستقلة وهوية جديدة تتجاوز اليمن
تاريخ النشر: الاربعاء 08 اكتوبر 2025 - الساعة 11:04:57 - حياة عدن / خاص

كتب / معاذ فيزان 

في تصريح هو الأجرأ منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كشف الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي عن ملامح الدولة الجنوبية المستقبلية التي تحمل اسم “الجنوب العربي”، معلنًا عن توجهات واضحة نحو بناء مؤسسات مستقلة، وتعزيز الأمن، وتهيئة الأرضية لقيام دولة ذات سيادة كاملة وهوية منفصلة عن اليمن.

تحولات ملموسة وبناء متسارع

الزبيدي أكد في حديثه أن الأوضاع في الجنوب شهدت تحسنًا أمنيًا وخدميًا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن المجلس يعمل بخطى ثابتة على “تثبيت الأمن وبناء مؤسسات الدولة”، في إطار مشروع استعادة الكيان الجنوبي بصيغة حديثة تتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية.
هذا التوجه – وفق مراقبين – يعكس أن المجلس الانتقالي انتقل من مرحلة “المطالبة بالانفصال” إلى مرحلة “التأسيس الواقعي لدولة الجنوب” على الأرض.

ضم مأرب وتعز.. خطوة جريئة نحو إعادة رسم الخريطة

أبرز ما لفت الأنظار في حديث الزُبيدي هو إعلانه نية ضم محافظتي مأرب وتعز إلى حدود الدولة الجنوبية المرتقبة، معتبرًا أن هاتين المحافظتين “جزء من الجنوب العربي” لما بينهما من امتداد اجتماعي وقبلي وجغرافي.
هذا التصريح حمل أبعادًا سياسية وجغرافية عميقة، إذ يشير إلى أن الانتقالي الجنوبي يسعى لفرض واقع جديد يعيد ترسيم الخريطة السياسية لليمن وفق موازين القوى الحالية.
ويرى محللون أن هذا الموقف قد يفتح الباب أمام نقاشات حادة في الشمال، لكنه في الوقت ذاته يرسّخ رؤية الانتقالي بأن الجنوب لا يحده الماضي الجغرافي بل المصلحة الوطنية والروابط المجتمعية.

هوية جديدة.. لا ارتباط باسم اليمن

وفي تأكيدٍ على استقلالية الهوية، أعلن الزُبيدي أن الدولة القادمة لن تحمل اسم اليمن، بل ستعرف بـ“الجنوب العربي”، وهو الاسم الذي يعكس – بحسب تعبيره – الهوية التاريخية والثقافية لشعب الجنوب.
الحديث هنا لا يتعلق فقط بتغيير الاسم، بل بمشروع تحوّل هوياتي كامل يسعى لتأسيس دولة ذات جذور تاريخية مستقلة، تنتمي إلى محيطها العربي والخليجي أكثر من ارتباطها بالمفهوم اليمني التقليدي.

رسائل متعددة الاتجاهات

تحمل تصريحات الزُبيدي عدة رسائل سياسية، محليًا وإقليميًا ودوليًا:

محليًا: تأكيد على جاهزية الجنوب لتأسيس دولته المستقلة وفرض سيادته على الأرض.

إقليميًا: إشارة إلى أن الجنوب العربي سيكون شريكًا استراتيجيًا فاعلًا في أمن المنطقة، خاصة في البحر الأحمر وخليج عدن.

دوليًا: رسالة بأن المجلس الانتقالي يمتلك رؤية واضحة للدولة المقبلة، وأن أي تسوية سياسية تخص اليمن يجب أن تأخذ الجنوب ككيان مستقل بعين الاعتبار.


ردود فعل متباينة متوقعة

من المتوقع أن تثير هذه التصريحات ردود فعل متباينة داخل المشهد اليمني، خصوصًا لدى القوى الشمالية التي قد ترى في ضم مأرب وتعز تجاوزًا للحدود التاريخية، في حين يرى أنصار المجلس أن هذه المواقف تجسّد واقعًا جديدًا لا يمكن إنكاره.
ويرى مراقبون أن حديث الزُبيدي يعكس ثقة سياسية عالية، ورسالة واضحة بأن الجنوب بات يمتلك أدواته السياسية والعسكرية والإدارية ليكون دولة مستقلة قادرة على إدارة شؤونها.

ختامًا: الجنوب العربي.. مشروع دولة قيد التكوين

تصريحات الرئيس عيدروس الزُبيدي يمكن اعتبارها إعلانًا سياسيًا متقدّمًا يضع الخطوط العريضة لمستقبل الجنوب العربي.
فما بين إعادة تعريف الهوية، وتوسيع الجغرافيا، وبناء المؤسسات، يبدو أن المجلس الانتقالي الجنوبي يمضي بخطوات متصاعدة نحو تحقيق حلم الدولة المستقلة، في وقتٍ يعيش فيه اليمن تحولات سياسية غير مسبوقة قد تعيد رسم ملامح المنطقة برمتها.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن