• آخر تحديث: الاثنين 29 سبتمبر 2025 - الساعة:15:07:15
آخر الأخبار
أخبار عدن
تقرير خاص : الجنوب يرفع صوته في المحفل الأممي: حق تقرير المصير خط أحمر
تاريخ النشر: الاثنين 29 سبتمبر 2025 - الساعة 14:05:08 - حياة عدن / تقرير - غازي العلوي :

الرئيس الزُبيدي في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة ..

حضور جنوبي بارز وترسيخ لمكانة قضية الجنوب على الساحة الدولية

الرئيس الزُبيدي من نيويورك: حل الدولتين هو الطريق الوحيد للسلام في اليمن

لقاءات دولية مكثفة: الجنوب يعزز حضوره الدبلوماسي عبر بوابة الأمم المتحدة

من قاعة الأمم المتحدة إلى جامعة كولومبيا.. الزُبيدي يرسم ملامح دولة الجنوب القادمة

المجتمع الدولي أمام اختبار: دعم استقلال الجنوب أم استمرار الفوضى في اليمن

الزُبيدي يكشف مأزق مجلس القيادة: قرارات أحادية وتهميش للشراكة

 

 

الأمناء / تقرير - غازي العلوي :

 

شهدت مدينة نيويورك الأمريكية خلال سبتمبر 2025 حدثًا سياسيًا مهمًا تمثل في مشاركة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه المشاركة لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل شكلت نقلة نوعية في ترسيخ حضور قضية الجنوب كقضية محورية أمام المجتمع الدولي، وأكدت على أن الجنوب بات رقمًا صعبًا في المعادلة الإقليمية والدولية.

 

استقلال الجنوب هدف ثابت

 

أكد الرئيس الزُبيدي في مداخلاته وتصريحاته الإعلامية أن استقلال الجنوب يظل هدفًا ثابتًا لا رجعة عنه، وأن المرحلة الراهنة تتطلب حسم المواجهة مع ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران. وأوضح أن إنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن لن يتحقق إلا عبر عملية عسكرية شاملة، يعقبها مسار سياسي يقوم على حل الدولتين، بما يعيد التوازن إلى المنطقة ويضمن الاستقرار الدائم.

 

كما شدد على أن أي تسوية سياسية مستقبلية لا يمكن أن تنجح ما لم تعترف بحق الجنوب في تقرير مصيره، محذرًا من أن استمرار تجاهل هذه الحقيقة سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع وتفاقم الأزمات.

 

التحذير من خارطة الطريق الأممية

 

وفي معرض حديثه عن جهود الأمم المتحدة، حذّر الزُبيدي من أن خارطة الطريق الأخيرة قد تتحول إلى خطوة لشرعنة جرائم الحوثيين ومنحهم غطاءً دوليًا لإحكام قبضتهم على اليمن بأكمله، وهو ما يرفضه الشعب الجنوبي بشكل قاطع. واعتبر أن أي عملية سلام يجب أن تبنى على أساس واقعي يعكس حقيقة وجود دولتين على الأرض، شمالية وجنوبية.

 

الذكاء الاصطناعي والسلام

 

في مداخلته أمام مجلس الأمن الدولي حول الذكاء الاصطناعي والأمن، لفت الرئيس الزُبيدي الانتباه إلى خطورة إساءة استخدام هذه التكنولوجيا في النزاعات المسلحة. وأشار إلى أن الحوثيين استغلوا تقنيات الذكاء الاصطناعي في التضليل الإعلامي والدعاية، وفي تطوير أنظمة تسليح تهدد الأمن الإقليمي. لكنه في الوقت ذاته أكد أن هذه التكنولوجيا قادرة، إذا ما استُخدمت بمسؤولية، على دعم إعادة بناء الخدمات الأساسية، وتعزيز الثقة في المؤسسات، وضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

 

لقاءات دبلوماسية موسعة

 

خلال زيارته، عقد الرئيس الزُبيدي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع عدد من القادة والمسؤولين، أبرزها مع ديفيد مليباند، رئيس لجنة الإنقاذ الدولية، حيث تم بحث سبل تعزيز الجهود الإنسانية في مجالات الصحة والتعليم وتمكين المرأة وحماية الطفل. وأشاد بالدور الذي تضطلع به اللجنة في التخفيف من معاناة الشعب.

 

كما شارك في لقاءات أخرى ضمت رئيس جمهورية العراق، ووزير خارجية البحرين، ونائبة رئيس أوغندا، ووزير خارجية الصومال. وتم التباحث حول ملفات متعددة أبرزها مكافحة الإرهاب، تعزيز التعاون الأمني، وحماية ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.

 

وفي لقاء مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ناقش الزُبيدي فرص الاستثمار في مشاريع الطاقة النظيفة بعدن وشبوة بدعم إماراتي، مؤكدًا أن تعزيز الاقتصاد يمثل مدخلًا أساسيًا للاستقرار والتنمية المستدامة في الجنوب.

 

تصريحات إعلامية لافتة

 

في مقابلات مع *سكاي نيوز عربية* و*صحيفة الغارديان*، شدد الرئيس الزُبيدي على أن "واقع الأرض يقول إن هناك دولتين بالفعل، شمالية وجنوبية، عسكريًا واقتصاديًا"، معتبرًا أن الحل الواقعي هو العودة إلى خيار الدولتين. وأوضح أن الحوثيين لا يمكن إزاحتهم بالقصف وحده، وأن لا أمل لتسوية سياسية معهم، داعيًا المجتمع الدولي إلى التعامل مع الجنوب ككيان سياسي يمثل بديلًا واقعيًا وديمقراطيًا في مواجهة مشروع الحوثيين الطائفي.

 

الموقف من مجلس القيادة الرئاسي

 

لم يغفل الرئيس الزُبيدي الإشارة إلى التحديات الداخلية، حيث انتقد غياب الآلية التشاركية في اتخاذ القرار داخل مجلس القيادة الرئاسي، وهو ما أدى إلى صدور آلاف القرارات الأحادية دون توافق. وأكد أن قرارات التعيين الأخيرة تمثل استحقاقًا دستوريًا للانتقالي وشعب الجنوب، محذرًا من استمرار الانفراد بالقرار.

 

مواجهة الإرهاب وتحديات الداخل

 

تطرق الرئيس الزُبيدي إلى الوضع الأمني في تعز، وأدان اغتيال الناشطة افتهان المشهري، معتبرًا أن الجريمة نفذتها عصابات مدعومة سياسيًا. كما أوضح أن جماعة الإخوان المسلمين تفرض سيطرتها على المدينة، وأن الحوثيين يستغلون ذلك عبر دعم قيادات محلية موالية لهم.

 

وفي الوقت نفسه، حذر من تنامي تهديدات التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش، مؤكدًا أن الجنوب يقف في خط المواجهة الأول ضد هذه الجماعات، داعيًا المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم لجهود مكافحة الإرهاب.

 

جلسة جامعة كولومبيا: لا سلام دون حل الدولتين

 

في ندوة أكاديمية بجامعة كولومبيا، أوضح الرئيس الزُبيدي أن مشروع الوحدة الذي بدأ عام 1990 قد فشل منذ بدايته، وأن محاولات ترميمه لم تفلح. وأكد أن أي تسوية تتجاهل حق الجنوب في تقرير مصيره ستبقى ناقصة ومهددة بالانهيار.

 

وشدد على أن الجنوب يسعى لبناء دولة حديثة قائمة على الحرية والتعددية والديمقراطية، في مقابل مشروع الحوثيين الذي يسعى لإقامة دولة دينية طائفية على غرار النموذج الإيراني. وأضاف أن وجود دولة جنوبية قوية يشكل الضمانة الوحيدة لاحتواء الحوثيين في الشمال ومنع تمددهم.

 

الجنوب ورؤية المستقبل

 

اختتم الرئيس الزُبيدي كلمته بالتأكيد على أن الجنوب يسير بثبات نحو استعادة دولته المستقلة ورفع علمها مجددًا في الأمم المتحدة. وأوضح أن المجلس الانتقالي يعمل على تأسيس كيان سياسي مستدام يلبّي تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والكرامة والازدهار، ويقدم نموذجًا للاستقرار والتنمية في المنطقة.

 

بهذه المشاركة، نجح الرئيس الزُبيدي في ترسيخ الحضور الجنوبي على المسرح الدولي، مؤكداً أن قضية الجنوب لم تعد قضية داخلية يمنية فحسب، بل أصبحت محورًا أساسيًا في صياغة مستقبل المنطقة وأمنها.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن