• آخر تحديث: الاحد 04 مايو 2025 - الساعة:15:12:37
آخر الأخبار
أخبار وتقارير
سقوط مأرب الوشيك يعجل بفرض الحلول النهائية.. ما أول شرط للسعودية؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 23 فبراير 2021 - الساعة 20:27:38 - حياة عدن/ تقرير - صالح لزرق :

قدم المجلس الانتقالي الجنوبي، منذ تشكيله قبل أربع سنوات، نموذجا جيدا في المحافظات الجنوبية، حيث نجح أمنياً وعسكرياً وسياسياً، وأثبت للمجتمع العربي والدولي، جدارته بأن يكون حليفاً استراتيجيا في المنطقة في المرحلة القادمة.

نجاحات الانتقالي كانت عسكريا في البداية، بعد تحقيقه انتصارات على مليشيات الحوثي المدعومة من سرطان الشرق الأوسط إيران، حيث تمكن من تطهير الجنوب من هذا التمدد السرطاني بعد إسناد من دول التحالف العربي، كما لعب الانتقالي دورا محوريا في مكافحة الإرهاب، وهزم التنظيمات الإرهابية، التي كانت تتخذ من بعض المحافظات الجنوبية وكرا لها.

انتصارات القوات الجنوبية المسلحة، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، على تنظيم القاعدة أشاد بها المجتمع الدولي، كما أشادت بها تقارير للأمن القومي الأمريكي، وتناولتها كبرى الصحف العالمية.

بهذه الانتصارات استطاع المجلس الانتقالي تحقيق مكاسب سياسية للقضية الجنوبية على طاولات دولية وإقليمية، والاعتراف بها، كما أنه أظهر للتحالف العربي أنه حليف صادق في الجنوب ضمن المشروع القومي العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.

 

اتفاق الرياض ينتصر للجنوب

وكان للأشقاء في التحالف العربي دور في إشراك الانتقالي الجنوبي طرفا شرعيا، ضمن الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا، من خلال اتفاق الرياض، الذي وقع بين المجلس والشرعية في العاصمة السعودية الرياض، برعاية دولية، ومن خلال الاتفاق سيتيح للمجلس التحرك بطريقة شرعية لتحقيق هدفه والانتصار لمشروعه السياسي.

وتعليقا على ذلك أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري أن المجلس يقف اليوم في نقطة لم تصلها القضية الجنوبية من قبل، وهي نقطة التوجه لوضع هذه القضية على طاولة أي مفاوضات وأي مشاورات قادمة في إطار التوجه نحو السلام في الجنوب واليمن، مشيرا إلى أن اتفاق الرياض وفر للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يكون جزءًا من وفد سيتم تشكيله في هذه المفاوضات ممثلًا عن القضية الجنوبية وحق شعبنا في تقرير مصيره.

واعتبر الكثيري، في تصريح صحفي، أن هذه تطورات مهمة جدا وجاءت نتيجة اتفاق الرياض، وأصبح المجلس بكل هيئاته وقواته الجنوبية شرعيا بفضل هذا الاتفاق.

وأكد الكثيري أن أهمية لقاءات وفد الانتقالي مع الهيئات الدبلوماسية ومع المنظمات الدولية التي أجراها مؤخرا، حيث كان هناك توافق على أن الجنوب ينبغي أن يمثل وأن يكون له مشاركة فاعلة في أي تسوية قادمة، بحيث ينال حقه في تقرير مصيره - حد قوله.

ويرى مراقبون أن الفشل العسكري في جبهات الشمال من قبل سلطة الشرعية التي تسيطر عليها جماعة حزب الإصلاح الإخواني، تفرض على التحالف العربي الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره.

ولم تحرز قوات الشرعية في جبهات الشمال أي انتصارات بل إنها تكبدت خسائر فادحة وقد تكلفها خسارة محافظة مأرب آخر معاقلها لصالح مليشيات الحوثي، التي تتقدم بشكل سريع لإسقاط المدينة الغنية بالنفط.

 

الانتقالي والمرحلة القادمة

وبحسب مراقبون فإن سيطرة مليشيات الحوثي على الشمال يفرض على التحالف العربي الاعتراف بالانتقالي كسلطة أمر واقع والبدء بالعمل معه بعيدا عن الشرعية اليمنية التي بات خروجها من المشهد السياسي وشيكا.

وفي هذا السياق اعتبر نائب رئيس دائرة الإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي أن المرحلة ملائمة جدا لأن يقف المجتمع الدولي موقفا داعما لحق الجنوبيين في استعادة دولتهم، وإعلان إنهاء الوحدة اليمنية التي قامت في مايو/ أيار 1990، بعد أن انتهت على الواقع، وأن تستعيد الدولتان السابقتان وضعهما القانوني، ويقيما علاقة طيبة تقوم على حسن الجوار والتعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية من أجل تحقيق السلام، والانطلاق نحو البناء والتنمية، والاستفادة من الثروات والموارد الهائلة الموجودة في جغرافية البلدين.

كما طمأن القيادي الجنوبي الشركات والدول الكبرى، بأن مصالحها في الجنوب بعد الاستقلال ستكون محفوظة ومحمية بالقانون وبعيدة عن كل أشكال الابتزاز والفساد التي كانت وما زالت قائمة حتى اللحظة، وأن الاتفاقات التي وقعتها هذه الشركات ستظل سارية طالما هي في إطارها القانوني السليم ومع مؤسسات الدولة.

 

كيف ستكون التسوية السياسية القادمة؟

وحول التحولات والمتغيرات السياسية في الملف اليمني، والضغوط الأمريكية والدولية التي تمارسها على الأطراف السياسية اليمنية لإنهاء الحرب والدخول في تسوية سياسية شاملة برعاية دولية، ومحاولات الحوثيين العسكرية لإسقاط مأرب قال سياسيون لـ"الأمناء" إن مليشيات الحوثي تسعى لتحقيق مكاسب سياسية قبل التسوية السياسية وأيضا الحصول النفط والموارد من محافظة مأرب الغنية قبل ذلك.

وكشف القيادي في جماعة الحوثي محمد  البخيتي سبب تصعيدهم في مأرب، موضحا أن السبب رغبتھم الجامحة في الحصول على النفط، معتبرا أن أميركا تحاصر السفن النفطیة ولیس ھناك حل حالیا سوى الاستیلاء على مأرب.

وكتب البخيتي في تغريدة له على "تويتر": "الوقود أصبح شريان حياة لأي شعب، لذلك لم يعد أمام الشعب من خيار سوى النفير العام لكسر الحصار، وذلك برفد جبهة مأرب بالمال والرجال لاستعادة ثرواتنا المنهوبة".

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن