
لم تكن الحملة الأمنية في مديريات الصبيحة خطوة نابعة من رغبة في مجدٍ شخصي أو مكاسبٍ آنية، بل جاءت استجابةً لحاجةٍ ملحّة فرضها الواقع الأمني المتدهور الذي عانت منه المنطقة لسنوات، نتيجة تفشي أعمال التهريب وقطع الطرق وانتشار العصابات والمخدرات وتجارة السلاح، حتى بات الانفلات الأمني عنواناً مؤلماً للصبيحة.
في تلك المرحلة، كان أبناء الصبيحة يشعرون بالحرج حين يُذكر اسم منطقتهم في المجالس، لما أصابها من فوضى وغيابٍ للنظام والقانون. ومن هنا، جاءت الحملة الأمنية كضرورة وطنية وأخلاقية لإعادة الاعتبار للصبيحة وأهلها الشرفاء.
لقد لاقت الحملة تجاوباً واسعاً من أبناء الصبيحة، ووقف إلى جانبها كثير من المخلصين الذين رأوا فيها بارقة أمل لاستعادة الأمن والاستقرار، رغم محاولات البعض عرقلتها لحساباتٍ ضيقة أو بدوافع خفية، ساعين لتشويه اسم الصبيحة ووضعها في موضعٍ لا يليق بتاريخها ومكانتها.
واليوم، وبعد ما حققته الحملة من نجاحاتٍ ملموسة على الأرض، لا يسعنا إلا أن نرفع القبعات إجلالاً وتقديراً لكل من ساهم في إنجاحها من القيادات الأمنية والميدانية وأبناء الصبيحة الأوفياء الذين حملوا أرواحهم على أكفهم من أجل رفعة منطقتهم وأمنها.
إنها حملة كل الشرفاء، لم تكن يوماً وسيلةً للتفاخر أو التمجيد الشخصي، بل كانت رسالة صادقة مفادها أن الصبيحة ستظل شامخة كجبالها، عصيةً على الانكسار، متمسكةً بشرفها وأصالتها مهما تكالبت عليها التحديات.