
العليمي يتباكى أمام المجتمع الدولي ويذرف دموع التماسيح
الدول الغربية ترفض إدانة الانتقالي وتكتفي بالدعوة لخفض التصعيد
ألا يكشف ذلك عن تغيّر في نظرة العالم للواقع على الأرض؟
هل تكشف تهديدات العليمي ماضيه العدائي تجاه الجنوب منذ 1994؟
ألم يدرك أن المجتمع الدولي يرى الجنوب شريكاً في الأمن والاستقرار؟
كُش ملك !!!!
أثارت تصريحات رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الأخيرة، التي هدّد فيها سكان محافظات الجنوب بقطع المرتبات وإيقاف الكهرباء والوقود، موجة غضب شعبية واسعة، واعتبرها مراقبون تهديداً وجودياً للسكان، وليس مجرد استهداف للقيادة السياسية.
مصادر محلية أكدت أن تهديد العليمي بمواصلة حرب الخدمات الأساسية يمثل عقاباً جماعياً للسكان المدنيين، ضمن الحرب المستمرة على الجنوب وشعبه بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، والمرضى واستمراراً لسياسات استغلال الخدمات لأهداف سياسية، خاصة بعد سنوات من إهمال سلطات عصابة 7 يوليو الشمالية للسكان في الجنوب و لم تقدم أي خدمات حقيقية، ما جعل أي تهديد بقطع المرتبات أو الكهرباء أمراً بالغ الخطورة على حياة المواطنين اليومية.
وأكدت مصادر عسكرية وأمنية أن القوات الجنوبية في حضرموت والمهرة ومختلف محافظات الجنوب ليست دخيلة، بل جزء من القوات النظامية المحلية التي تحمي الأرض والمواطنين، وتساندها قوات من جميع محافظات الجنوب .
وأضافت المصادر أن تحركات هذه القوات تأتي بإشراف مباشر من الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، وتهدف إلى حماية المناطق الحيوية وقطع شريان التهريب للحوثي وتأمين الخدمات الأساسية، بعيداً عن أي أجندة نهاية وخارجية.
ويرى السياسيون والمراقبون أن تصريحات العليمي تعكس محاولة لتفرد بالقرار داخل مجلس القيادة الرئاسي، مستغلاً المرجعيات السياسية المنتهية لتبرير هجماته العدوانية على الجنوب، وهو ما فجر خلافات داخل الشرعية ، والسفراء الذين التقى بهم العليمي رفضوا أي اتهام للقوات الجنوبية، مؤكدين أن أي دعم لمثل هذه السياسات يشكل تورطاً دولياً في تهديد المدنيين والخدمات الأساسية في محافظات الجنوب.
العليمي .. سجل مليء بالعداء للجنوب
ويربط محللون هذه التصريحات بسجل العليمي الطويل من الممارسات العدائية ضد الجنوب منذ حرب 7 يوليو 1994، التي شهدت ارتكاب جرائم بحق المدنيين، ما يجعل تهديداته الحالية تهديداً وجودياً لشعب الجنوب ويفرض على المجتمع الدولي مسؤولية مباشرة لمحاسبته، وعلى منصات التواصل الاجتماعي، شهدت محافظات الجنوب موجة واسعة من الغضب الشعبي، حيث أدان المواطنون تصريحات العليمي، معتبرينها استمراراً لعقوبات جماعية واستغلال الخدمات الأساسية كأداة ابتزاز سياسي.
ودعت مصادر محلية ودولية المجتمع الدولي إلى محاسبة العليمي على تصريحاته الإجرامية، وضمان عدم استخدام الخدمات الأساسية في الجنوب كوسيلة للضغط السياسي، مع دعم مؤسسات الجنوب الوطنية المستقلة، وعدم السماح لأي قيادات شمالية أو أحزاب منتهية الصلاحية باستغلالها ضد السكان.
شعب الجنوب لن يكون رهينة لمصالح سياسية أحادية
وتؤكد التطورات أن المشكلة ليست في القوات الجنوبية أو المكونات المحلية، بل في تفرد العليمي بالقرار وفشله السياسي المستمر، وأن تهديداته تمثل جريمة سياسية وإنسانية بحق سكان محافظات الجنوب.
وفي المقابل، تواصل القوات المسلحة الجنوبية مسنودة بالالتفاف الشعبي الواسع لحماية أرضهم ومؤسساتهم بجهدهم وصبرهم وعزيمتهم الحرة ، مؤكّدين أن أي محاولة لابتزازهم عبر الخدمات الأساسية مرفوضة محلياً ودولياً، وأن شعب الجنوب لن يكون رهينة لمصالح سياسية أحادية ، كما أن المكاسب والانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في وادي حضرموت والمهرة ووقف عبث الفساد ونهب الثروات بالشركات النفطية في محافظتي حضرموت وشبوة، والتي كان العليمي ونجله يتخذونها مصدرًا للنهب والسيطرة على الشركات التي كانت تهيمن عليها عصابات ومرتزقة الشرعية، لتؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية جاءت لإيقاف العبث بمقدرات وثروات الشعب الذي يعاني من انقطاع المرتبات وحرب الخدمات منذ سنوات.
لا إدانة دولية للمجلس الانتقالي
في تحول سياسي واضح، فشل رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في انتزاع أي موقف دولي أو إدانة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي بعد سيطرة القوات المسلحة الجنوبية على وادي وصحراء حضرموت ومحافظة المهرة، ضمن عملية إعادة الانتشار التي حظيت بتأييد شعبي واسع جنوباً.
مصادر دبلوماسية أفادت أن العليمي دعا سفراء دول الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، والإمارات) في اجتماع الرياض لمحاولة شيطنة الخطوات التي اتخذها المجلس الانتقالي، ووصْفها بالتصرفات ((الأحادية)) ، إلا أن جميع الحاضرين رفضوا الانجرار خلف خطاب العليمي، ولم يصدر عن أي دولة أو المبعوث الأممي أي إدانة أو اعتراض رسمي.
بينما تؤكد العديد من المصادر أن المجتمع الدولي ينظر بارتياح إلى التحركات الجنوبية الأخيرة، خصوصاً ما يتعلق بضرب منابع الإرهاب، ومكافحة التهريب، ومنع وصول الأسلحة والمشتقات النفطية إلى الحوثيين. كما بات الجنوب يُرى شريكاً محورياً في حفظ الأمن البحري ومحاربة الجريمة المنظمة.
العليمي في عزلة والجنوب يفرض واقعه على الأرض
العليمي، الذي غادر عدن إلى الرياض برفقة رئيس الحكومة سالم بن بريك، بات في عزلة سياسية بعد أن تلاشت أوراقه في الجنوب، خاصة بعد سيطرة كاملة للقوات الجنوبية على المحافظات الحدودية. وأصبح تهديده بالعودة إلى أي محافظة جنوبية من الماضي، بعد أن حُسم الميدان لصالح أبناء الجنوب، ولم يتبقَ له سوى المكوث في المنفى السياسي أو العودة إلى مديريتين في مأرب.
الجنوب اليوم يفرض واقعه على الأرض، ويحصد التفويض الشعبي والدولي بشكل غير معلن، بينما خصومه يواجهون الحقيقة المرة لا عودة إلى عدن، ولا موطئ قدم في الجنوب.
الدول الغربية تكتفي بالدعوة إلى التهدئة وخفض التصعيد
على عكس مطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ، اكتفت الدول الغربية بالدعوة إلى التهدئة وخفض التصعيد فيما يخص الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة .
وأصدرت سفارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تصريحات مقتضبة ، عقب الاجتماع الذي عقده السفراء يوم امس الاثنين مع العليمي.
وفي الاجتماع طالب العليمي الدول الراعية للعملية السياسية بـ"موقف دولي موحد، واضح وصريح، يرفض الإجراءات الأحادية" ، في إشارة الى سيطرة قوات الانتقالي على محافظتي حضرموت والمهرة ، كما طالب العليمي بممارسة ضغط علني لإخراج هذه القوات.
وعلى عكس مطالب العليمي ، جاء بيانات صادرة عن سفارات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اليوم الثلاثاء تعليقاً على الاجتماع، مكتفياً بالدعوة الى دعم جهود التهدئة وخفض التصعيد في محافظتي حضرموت والمهرة.
حيث اكتفى الاتحاد الأوروبي في بيانه بالتأكيد على ضرورة "تسوية الخلافات السياسية بالوسائل السياسية من خلال الحوار"، معربًا عن ترحيبه "بجميع الجهود الرامية إلى خفض التصعيد من خلال الوساطة".
من جانبه، أعلن القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة باليمن جوناثان بيتشيا، عبر بيان مقتضب على حساب السفارة بمنصة إكس ، الترحيب " بكافة الجهود الرامية إلى خفض التصعيد" ، مؤكداً مواصلة الولايات المتحدة دعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي لتعزيز أمن واستقرار اليمن".
ووصفت السفيرة البريطانية لدى اليمن عبده شريف اجتماعها مع الرئيس بأنه كان "اجتماعًا جيدًا جدًا"، مشيرة إلى مناقشة الاجتماع "للشواغل المشتركة بشأن التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة".
وأضافت: "نرحّب بجميع الجهود الرامية إلى خفض التصعيد.. وتبقى المملكة المتحدة ملتزمة بدعم الحكومة اليمنية ومجلس القيادة الرئاسي، وبأمن اليمن واستقراره".
في حين أشارت سفيرة فرنسا كاثرين كورم-كامون إلى اللقاء الذي جرى مع العليمي "لمناقشة التطورات الأخيرة المقلقة في اليمن، وخاصة في حضرموت والمهرة".
وأضافت: "تؤكد فرنسا دعمها الثابت لوحدة مجلس القيادة الرئاسي والحكومة. ونرحب بجميع الجهود الرامية إلى التهدئة، لتعزيز أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، بما يخدم مصلحة مواطنيه".
وهو ذات الموقف ، الذي ورد في البيان الذي أصدره مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، حول ختام زيارته إلى الرياض، ولقاء بكل من وزير الخارجية اليمني ، وسفيري السعودية والإمارات ، وممثلين عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين.
حيث أشار البيان الى أن اللقاء ركّزت على التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة، ، مضيفاً بأن المبعوث الأممي شدد على ضرورة ممارسة جميع الأطراف الفاعلة لضبط النفس وخفض التصعيد عبر الحوار.