
كشفت مصادر مطلعة عن تحركات سياسية متسارعة لتحالف جديد بين حزب الإصلاح اليمني (فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن) والشيخ عمرو بن حبريش، في مسعى للسيطرة على المشهد السياسي والإداري في محافظة حضرموت، في خطوة وصفت بأنها تتقاطع بشكل مباشر مع تطلعات أبناء الجنوب ومشروعهم الوطني التحرري.
ووفقًا للمصادر، فإن حزب الإصلاح بدأ خلال الفترة الماضية بتنشيط أدواته داخل حضرموت عبر واجهات متعددة، من خلال إقامة ندوات وفعاليات تحت عناوين ظاهرها مدني وثقافي، بينما جوهرها سياسي، يهدف إلى إعادة تموضع الحزب داخل المحافظة، مستغلًا حالة التراخي والفراغ في بعض المؤسسات.
كما لفتت المصادر إلى أن الحزب عمد إلى الاحتفال بما يسمى "ثورة 26 سبتمبر" داخل مدن حضرموت، رغم الرفض الشعبي الجنوبي لهذا التاريخ المرتبط بنكبة الجنوب عام 1994، حين كان "الإصلاح" شريكًا أساسيًا في اجتياح الجنوب ونهب مقدراته.
التحالف مع عمرو بن حبريش، الذي يمثل مكونًا قبليًا يُعد مناورات مكشوفة لضرب الحاضنة الشعبية للمجلس الانتقالي الجنوبي، خاصة بعد أن أظهرت الأحداث الأخيرة تصاعد التأييد الشعبي للمجلس في عموم حضرموت، ورفض أي مشاريع خارج السياق الجنوبي الجامع.
المصادر نفسها أكدت أن هذا التحالف الذي يتخذ طابعًا قبليًا دينيًا لن يصمد، لأنه يفتقد للقاعدة الشعبية الحقيقية، ويصطدم بوعي مجتمعي جنوبي متماسك يدرك أبعاد مثل هذه التحالفات العابرة، التي تسعى لخلط الأوراق وإرباك المشهد.
في المقابل، دعا ناشطون وسياسيون جنوبيون إلى اليقظة والحذر من محاولات نشر الفوضى في حضرموت، مشيرين إلى أن هذه التحركات تهدف إلى خلق تصدعات داخل النسيج المجتمعي، في وقت يحتاج فيه الجنوب إلى وحدة الصف ورصّ الجبهة الداخلية استعدادًا لمتغيرات سياسية قادمة.
ويأتي هذا التحالف في ظل صمت لافت من قبل الجهات الرسمية في المحافظة، وهو ما يثير تساؤلات عن مستقبل حضرموت إذا ما استمر التراخي تجاه مشاريع تستهدف هويتها ومكانتها في المشروع الوطني الجنوبي.