استقرار المنطقة يبدأ من الاعتراف بالجنوب وتحقيق تطلعات شعبه
تاريخ النشر: الثلاثاء 23 سبتمبر 2025
- الساعة 19:29:15 - حياة عدن / خاص
تشكل مشاركة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة حدثًا سياسيًا بالغ الأهمية.
هذه المشاركة ليس فقط لكونها محطة دبلوماسية رفيعة بل لأنها تحمل في جوهرها رسالة واضحة بأن الجنوب حاضر كشريك رئيسي في صناعة الاستقرار.
كما أن أن أي تجاهل لدوره لن يقود إلا إلى تعقيد المشهد وإطالة أمد الأزمات.
ويركز الرئيس الزُبيدي من خلال مشاركته على ضرورة الدفع نحو حل سياسي عادل يضمن معالجة جذور الصراع، لا الاكتفاء بمسكنات مؤقتة.
فالجنوب قدّم تضحيات جسيمة على مدار سنوات، في مواجهة الإرهاب والتطرف من جهة، وفي الدفاع عن حقه في تقرير مصيره من جهة أخرى، الأمر الذي يجعل وجوده في أي صيغة سياسية قادمة مسألة حتمية لا يمكن تجاوزها.
اللقاءات التي يعقدها الرئيس الزُبيدي مع قادة دوليين ومسؤولين أمميين تُمثل فرصة ثمينة لتوضيح أن استقرار البلاد والمنطقة مرهون بالاعتراف بالجنوب كطرف أساسي في المعادلة.
ومن شأن هذه الرسائل أن تؤكد للمجتمع الدولي أنّ إقصاء الجنوب أو تجاهل مطالبه سيقود إلى فشل أي جهود دولية تسعى لإرساء الأمن والسلام المستدام.
وفي هذا السياق، تبرز مشاركة الزُبيدي كمنصة لإعادة صياغة الصورة الذهنية عن الجنوب، ليس كمنطقة نزاع، بل كقوة مسؤولة تسعى إلى بناء دولة مستقرة قادرة على الإسهام في حماية الأمن الإقليمي والدولي.
هذا التحول في الخطاب يعكس إدراك القيادة الجنوبية أن العالم لم يعد يتعامل مع الشعارات المجردة، بل مع الوقائع على الأرض والشركاء القادرين على الوفاء بالتزاماتهم.
الحضور الأممي للرئيس الزُبيدي يضع قضية شعب الجنوب في دائرة الضوء العالمية، ويعيد التأكيد على أن الاستقرار في البلاد والمنطقة لن يتحقق إلا عبر معادلة شاملة تعترف بالجنوب، وتمنحه مكانته المستحقة كشريك في صناعة السلام.
وبذلك، تصبح مشاركة الزُبيدي في الأمم المتحدة خطوة استراتيجية تفتح الباب أمام مقاربة دولية أكثر عدلاً وواقعية لحل الصراع.