• آخر تحديث: الاثنين 22 سبتمبر 2025 - الساعة:15:51:42
آخر الأخبار
أخبار عدن
تدمير ممنهج للكادر الجنوبي وبناء مؤسسات عائلية.. قرارات تفاقم الأزمات :العليمي.. وجه عفاش الآخر في الجنوب ..
تاريخ النشر: الاثنين 22 سبتمبر 2025 - الساعة 13:34:02 - حياة عدن /  تقرير / فاطمة اليزيدي :

تزداد حدة التوتر داخل مجلس القيادة الرئاسي بسبب سياسات رئيسه رشاد العليمي، الذي يتعامل مع القرار السياسي والمالي والإداري للدولة باعتباره حقاً حصرياً له، فيما جرى تهميش بقية الأعضاء وتحويلهم إلى مجرد ديكور سياسي.
مصدر سياسي جنوبي رفيع أكد أن المجلس بصيغته الحالية “ميت سريرياً” ولا يمتلك القدرة على إدارة الدولة أو مواجهة التحديات، موضحاً أن محاولات الترقيع أو إعادة توزيع الصلاحيات لم تعد مجدية. ويرى المصدر أن الحل الوحيد يكمن في هيكلة شاملة للمجلس، تقوم على قاعدة واضحة: رئيس جنوبي يدير شؤون الجنوب، ونائب شمالي يتولى ملف الحرب أو السلام مع الحوثيين، بما يعكس وجود مشروعين منفصلين على الأرض لكل منهما قيادته وواقعه.

قرارات بلا أثر.. بل أزمات

يرى سياسيون أن القرارات التي يصدرها العليمي منذ أربع سنوات لم تُحدث أي تغيير إيجابي، بل ساهمت في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والخدمية في الجنوب، لتصب في نهاية المطاف في خدمة الحوثيين والإخوان. ويشير مراقبون إلى أن العليمي يسير على خطى الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، من خلال سياسات الإقصاء والاستفراد، وتغذية فكرة “المؤسسات العائلية”، في محاولة لتقويض الحضور الجنوبي وفقدان الناس ثقتهم بكوادرهم المؤهلة.

287 قراراً مقابل 13 فقط

الصحفي علاء عادل حنش لفت إلى مفارقة لافتة، إذ تجاوزت قرارات العليمي 287 قراراً خلال أربع سنوات، غالبيتها اتُخذت “من تحت الطاولة” دون علم الأعضاء، بينما لم يصدر الرئيس الزُبيدي سوى 13 قراراً فقط، لكنها كانت واضحة، رسمية، وهادفة لإصلاح الخلل. ويرى حنش أن الفرق بين الحالتين يكمن في أن قرارات الزُبيدي نافذة وشرعية، بينما قرارات العليمي مثيرة للجدل وتحتاج وقتاً لمراجعتها.

جريمة تكشف الغياب

جريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، افتهان المشهري، على يد قيادي في جماعة الإخوان، كشفت عن تهديدات سبقت الحادثة وتأكيدات بأنها كانت مستهدفة بشكل مباشر. واعتبر ناشطون أن استمرار جرائم الاغتيالات في تعز يوضح مدى غياب العليمي عن محافظته، وانشغاله بالقرارات الفردية على حساب حياة المواطنين وأمنهم.

سياسة “النمل الأبيض”

نشطاء جنوبيون شبّهوا سياسة العليمي بـ”النمل الأبيض” الذي ينخر في أساس البيت بصمت حتى ينهار. وأوضحوا أن أهدافه أبعد من مجرد إعادة الجنوب إلى باب اليمن، بل تتعلق بمساعٍ لطمس الهوية الجنوبية، وتقسيم الجنوب إلى دويلات متناحرة، عبر دعم تيارات معادية للمجلس الانتقالي، وإضعاف الأجهزة الأمنية والعسكرية، وتغذية الأزمات الخدمية والاقتصادية من أجل زعزعة الثقة الشعبية.

أصوات من الداخل: الانفراد خطر على العمل المؤسسي

داخل المجلس نفسه، يتعزز الشعور بخطورة الانفراد بالقرار. نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة، عبد الرحمن المحرمي، يرى أن سنوات التفرد كانت السبب الرئيس في الانقسام داخل المجلس، مؤكداً أن غياب مبدأ المسؤولية الجماعية يزعزع الثقة ويؤثر سلباً على الاستقرار.
أما رئيس الهيئة السياسية في الانتقالي، أنيس الشرفي، فيعتبر أن الشراكة القائمة تعاني من اختلال جوهري، إذ تحولت بعض القوى “الخاملة” إلى عائق أمام القوى الفاعلة، مستخدمة سلطة القرار أداةً لاستنزافها. ويؤكد أن التجربة برهنت على أن من لا يمتلك الأرض أو الدعم الشعبي لا يمكن أن يكون قائداً فاعلاً، فيما الانتقالي يظل القوة المحورية في المعادلة.
من جانبه، شدد المحامي يحيى غالب الشعيبي على أن الرئيس الزُبيدي اعتاد منذ عقود على تحويل المحن إلى انتصارات، وأن النجاحات التي يحققها اليوم تضيف لرصيد الجنوب وتعزز الشراكة مع التحالف العربي في سبيل استقرار المنطقة.
رئيس انتقالي المهرة، مجاهد بن عفرار، أشار إلى أن اللحظة تتطلب وقفة جادة لإصلاح المسار الاستراتيجي للشراكة وتصويب آليات اتخاذ القرار بما يتناسب مع حجم التضحيات والواقع الميداني.
وفي الاتجاه ذاته، يرى رئيس وحدة المفاوضات في الانتقالي، الدكتور ناصر الخبجي، أن الاعتراف بفشل الشراكة لم يعد خياراً بل ضرورة، داعياً التحالف العربي والرباعية الدولية إلى إعادة النظر العاجلة في هيكلية المجلس، لأن الصيغة الحالية عاجزة عن تحقيق الانسجام. ويؤكد الخبجي أن الحقائق على الأرض أثبتت أن الانتقالي هو الشريك الوازن والفاعل والمعبّر عن إرادة الجنوب.
عضو هيئة الرئاسة علي هيثم الغريب شدد بدوره على أن الدفاع عن الهوية والأرض الجنوبية حق ثابت لا يحتاج لإذن، مضيفاً أن التصدع القائم داخل المجلس يتطلب حواراً شجاعاً، فيما اعتبر نائب الأمين العام للانتقالي نزار هيثم أن صناعة القرار الوطني يجب أن تستند إلى الواقع الميداني حيث يسيطر الجنوبيون على أرضهم، وأن التوازن والإنصاف هما السبيل الأمثل لكسر الجمود وتحقيق الاستقرار.

الجنوب قادم بقوة الحق وشجاعة القرار

يرى مراقبون أن القرارات الأخيرة للرئيس الزُبيدي تمثل بداية لمسار جديد، وقد تتبعها خطوات أكبر إذا استمرت الشراكة في حالتها الراهنة من الجمود. فالزُبيدي، الذي يستند إلى تفويض شعبي واسع، لم يخطُ هذه الخط .

نقلا عن (عدن 24)

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن