• آخر تحديث: الاحد 24 اغسطس 2025 - الساعة:00:46:27
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
تحليل: أزمة قيادة أم أزمة ثقة، أم كلاهما؟
تاريخ النشر: السبت 23 اغسطس 2025 - الساعة 19:33:53 - حياة عدن / خاص

ثابت حسين*

التباينات والخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي قد ولدت مع ولادة المجلس نفسه في السابع من أبريل 2022م.

أزمة مجلس القيادة الرئاسي هي نفسها أزمة "الوحدة اليمنية".

تلك التجربة الفاشلة بين الدولتين التي انتهت عمليا وقانونيا بأزمة ثم حرب 1994م...أصبح الجنوب بعد ذلك محتلا من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية...
وفي حقيقة الأمر فإن هذه الوحدة لم تتحقق عمليا منذ البداية لسبب جوهري رئيسي هو أن صنعاء لم ولن تعترف بهذه الوحدة التي يفترض أنها تشاركية وندية، بل كانت منذ البداية تتصرف على أساس ضم الجنوب وفقا لتصريح الشيخ عبدالله الأحمر "عودة الفرع إلى الأصل".

وإعلاميا تم تكريس مفهوم إعادة "توحيد الوطن" بدلا من مفهوم تحقيق الوحدة بين الدولتين.

وكاتب هذه السطور كباحث ومحلل سياسي وعسكري، كان واحدا ممن خاضوا نقاشا مرهقا مع نخب صنعاء، مستندا إلى حجج قانونية ومنطقية وتاريخية عديدة وأدلة دامغة...غير إن تلك النخب كانت عقولها قد تبرمجت وتحجرت وتوفقت عند أحكام جاهزة ومعتقة.

وبينما كانت ما زالت مهازل حوارات الاشتراكي واللقاء المشترك ومن ثم حوار موفنبيك ماثلة للعيان...حاول "الشرعيون" الجدد تكرار واسقاط هذه التجارب على اتفاق ومشاورات الرياض ومجلس القيادة الرئاسي وملحقاته...

ومنذ بداية الحرب لم يلمس المراقب أو المتابع أي جهد فعلي لمقاومة مليشيات الحوثي الإرهابية من قبل من انضموا إلى "الشرعية"، ولا حتى تفكيرا جديا بالعمل الميداني لعودة سلطة الشرعية إلى صنعاء.

بل على العكس تماما تم حرف مسار الحرب باتجاه الجنوب بهدف استعادة الجنوب إلى نظام صنعاء -الواقعة أصلا وربما الراضية فعلا - تحت سيطرة جماعة الحوثيين.

بينما كان للجنوبيين منذ البداية مسارا اخرا مختلفا تماما هو تحرير الجنوب من الحوثيين ومن كل تواجد عسكري احتلالي يمني، وفي نفس الوقت دعم عمليات التحالف العربي لتحرير الشمال انطلاقا من القواسم والمصالح المشتركة.

لكن المعضلة كانت وما زالت تكمن في عدم وجود شريك يمني جاد وصادق، يكون هدفه الأول والأخير مقاومة الحوثيين والعودة إلى صنعاء والتخلي تماما عن المطامع الغير مشروعة تجاه الجنوب، والكف عن تكرار محاولات فرض الوحدة بالقوة وتكرار اسطواناتها المستهلكة.

كان هناك بصيصا من أمل أن أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وخاصة رئيسه الدكتور رشاد العليمي قد قرأوا التاريخ جيدا وقرروا بشكل قاطع مغادرة ثقافة ونهج نظام 7/7 والنظام الملكي السابق والمتجدد تجاه الجنوب.

كانت هذه الفرصة متاحة، وكان هذا مربط الفرس ومكمن النجاح ومفتاح الحل، والعكس كان صحيحا أيضا.

فما الذي حدث، وماذا تبقى لدى هذا المجلس...وغيرها من الأسئلة الملحة؟
بالتأكيد الإجابة واضحة لدى كل عاقل وصاحب ضمير حي.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري
 

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن