في زمن تتشابك فيه التحديات وتتصارع فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية يبرز القائد الحقيقي الذي لا يكتفي بالكلام بل يحول الرؤية إلى واقع ملموس على الأرض. الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي هو واحد من هؤلاء القادة الذين نجحوا في أن يجعلوا من الإصلاح سياسة حياة ومن العمل الدؤوب منهجا لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي.
إن ما يقوم به الرئيس عيدروس من إصلاحات اقتصادية لم يعد شعارا أو وعودا بل أصبح أثره ملموسا في مختلف المجالات. الأسواق تشهد تنظيما المشاريع تتخذ مسارها والجهود الحكومية تتوافق مع طموحات المواطنين بحيث يشعر كل مواطن بأن التغيير أصبح جزءًا من حياته اليومية. هذه الإصلاحات لم تنفذ في الغرف المغلقة فحسب بل ترافقها اجتماعات مكتفة شبه يومية، يترأسها بنفسه ليضع يده على نبض الأحداث ويضمن توجيه العمل نحو النتائج المرجوة.
وعلى الصعيد السياسي والدبلوماسي يكشف الرئيس عيدروس عن عمق رؤيته ومهارته في قيادة الجنوب بمبادئ واقعية وعقلانية. الخطابات واللقاءات التي يحرص على حضورها تعكس حكمة الرجل ودبلوماسيته فهي خطاب عهد الرجال للرجال يسعى من خلالها لتحقيق هدف سامي يتجاوز المناكفات الضيقة ويركز على مصلحة الوطن والمواطن.
لا يخفى على المراقب أن أسلوب الرئيس عيدروس يشي بحكمة قيادية متجذرة وجرأة في اتخاذ القرارات وحرص دائم على الاستماع إلى كل الأصوات بما يضمن توافقا بين التطلعات الشعبية والمخططات التنفيذية. وفي كل اجتماع وفي كل كلمة نجد انعكاسًا لإيمان عميق بأن النهضة الاقتصادية والسياسية للجنوب تبدأ من التزام القيادة بالعمل المستمر وملاحقة التفاصيل الدقيقة وتغليب المصلحة العامة على أي اعتبار آخر.
إن الرئيس عيدروس الزبيدي ليس مجرد رمز سياسي جنوبي بل هو قائد يمزج بين رؤية استراتيجية واضحة وحضور ميداني يثبت أن الدولة ليست مجرد فكرة بل واقع يصنع بصبر وعزم ووفاء. ومن هنا، فإن الشعب الجنوبي لم يعد يترقب الإصلاحات على الورق فحسب بل أصبح يلمس نتائجها على الأرض ويعي تماما أن هذه المرحلة تتطلب رجالا من هذا النوع رجالا يُعيدون للدولة هيبتها، ويعيدون للشعب ثقته بنفسه وبمستقبله.
