
ثابت حسين*
مع كل جهد يثمر عن تحسن ملموس ويصب في مصلحة الجنوب والجنوبيين...تتحرك الآلة الإعلامية المعادية ضخمة العدد والعدة، تتحرك بكامل جاهزيتها للتشويه والتضليل أو على الأقل التقليل من شان هذا الجهد أو ذلك.
لهذه الآلة أدواتها العديدة التي تستخدمها بكثافة وإفراط: منها وسائل الإعلام كالقنوات الفضائية والصحف والمواقع الإلكترونية، ومنها وسائل التواصل الاجتماعي.
في الأولى تحشد لها اعلاميين محترفين ومدربين على حملات الدعاية والتحريض واثارة الفتن، بينما توكل المهمة في الثانية لما يسمى جيوش الذباب الإلكتروني الذين ينشرون بشكل واسع غسيل المجموعة الاولى ومطابخها الإعلامية.
ولهذه الآلة أساليبها التي تعتمد بدرجة رئيسية على منهج الإثارة والبلبلة وتهييج وتضليل بسطاء الناس...ما يجعل البعض منهم يتبرعون ويتطوعون لنشر ذلك الغسيل القذر والخبيث على أوسع نطاق تحت تأثير ما تحدثه تلك الذباب من ضجيج ظاهره الحرص بينما باطنه اقتناص واستغلال الفرص.
ومثلما يهلل حفاروا القبور بأي خبر عن جنازة ما...يبحث الصحفي الرديء والمفلس عن أي خبر يجلب له المال والشهرة أو المصلحة الحربية، راميا عرض الحائط بالمهنية والمصداقية والأمانة الصحفية والمسؤولية المجتمعية.
وعلى الرغم من الضرر الفادح الذي تلحقه هذه الآلة الإعلامية المتمترسة خلفها داعمة ومشجعة دول وجماعات واحزاب، هذا الضرر الذي يشتت ويشوه بال الناس واوقاتهم ويصرف نظرهم عن الاهتمام بالقضايا الأهم والاكبر...ألا أن وعي غالبية الناس قد اكتسب المزيد من المناعات والخبرات للتفريق بين الحق والباطل، بين البناء والهدم.
خلاصة الخلاصة التحسن الملموس في وقف تدهور القدرة الشرائية للعملة المحلية التي هي مصدر دخل وخرج غالبية الناس جاءت ثمرة مستحقة لجهود مشتركة لقيادة الانتقالي ورئيس الحكومة وحظيت بارتياح شعبي جنوبي...ينبغي أن تتواصل بخطى مدروسة ومتصاعدة وجريئة مهما كانت مؤلمة، جنبا إلى جنب مع التصدي لكل محاولات المعطلين والمعرقلين والمشككين سواء كانوا من الداخل أم من الخارج.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري