• آخر تحديث: الثلاثاء 12 اغسطس 2025 - الساعة:23:28:31
آخر الأخبار
أخبار محلية
في ذكرى استشهاده الثانية: الشهيد عبداللطيف السيد.. الجنوب يستحضر بطل السلام والنصر ..
تاريخ النشر: الثلاثاء 12 اغسطس 2025 - الساعة 21:18:37 - حياة عدن / خاص

فارس الميدان وصانع السلام

من ثورة سلمية إلى معارك نارية.. مسيرة قائد أبين الباسل

كيف حرّر عبداللطيف السيد أبين من براثن التطرف؟

قيادة استثنائية في زمن الأزمات: دروس من حياة الشهيد السيد

دماء الشهيد عبداللطيف.. منارة تضيء درب الأحرار في الجنوب

إرث خالد للقائد الذي لا يُنسى

 

 

 

في العاشر من أغسطس 2023م، فقد الجنوب واحداً من أعظم رجالاته وأبرز قادته الميدانيين، القائد عبداللطيف محمد حسين السيد بافقيه، قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، الرجل الذي جمع بين البسالة الميدانية والحكمة السياسية، والذي كرّس حياته لحماية أرضه وشعبه من الأخطار المحدقة، حتى ارتقى شهيداً في مقدمة الصفوف، مقبلاً غير مدبر، بوادي جَنَن بمديرية مودية.

 

مسيرة تبدأ من الحراك السلمي

 

بدأ السيد مسيرته النضالية في صفوف الثورة السلمية الجنوبية عام 2007م، حيث كان من أوائل من رفعوا الصوت مطالبين بحقوق الجنوب واستعادة دولته. عرفه رفاقه في تلك المرحلة كصاحب رؤية صلبة وموقف ثابت، لا تلينه التهديدات ولا تغريه المكاسب الآنية.

ومع تصاعد التحديات الأمنية في محافظة أبين، انخرط في تأسيس المقاومة الشعبية، واضعاً نصب عينيه هدفاً واحداً: حماية أرضه من كل أشكال الغزو والتطرف.

 

سنوات النار (2011 – 2012)

 

بين عامي 2011 و2012، عاشت أبين واحدة من أصعب مراحلها حين تدفقت الجماعات المتطرفة من مختلف المناطق لتسيطر على مدنها ووديانها. في تلك اللحظة، كان السيد في طليعة من حملوا السلاح دفاعاً عن الأرض والعرض.

قاد معارك شرسة ضد هذه الجماعات، وتمكن بحكمته وشجاعته من قلب موازين القوى، ممهداً الطريق لعودة الأمن تدريجياً إلى المحافظة.

 

دور حاسم في معارك التحرير 2015

 

عند اندلاع الحرب مع مليشيات الحوثي في 2015، كان السيد حاضراً في الصفوف الأمامية لتحرير عدن وأبين، مسطراً صفحات مشرقة من التضحية. كان يؤمن أن النصر لا يُصنع إلا على أكتاف الرجال الأوفياء، وأن الجنوب لن ينهض إلا إذا تحررت كل شبر من أرضه.

 

من اللجان الشعبية إلى الحزام الأمني

 

ولد السيد من رحم اللجان الشعبية في خنفر، ومع مرور السنوات تطورت هذه القوة تحت قيادته إلى قوات الحزام الأمني، وهي اليوم إحدى ركائز الأمن والاستقرار في أبين والجنوب عامة.

عمل على تنظيم الصفوف، تدريب المقاتلين، ورفع جاهزيتهم القتالية، حتى أصبحت قواته نموذجاً في الانضباط والالتزام بالمشروع الوطني لمكافحة الإرهاب.

 

قاهر الإرهاب

 

لم يكن السيد مجرد قائد عسكري؛ كان كابوساً يؤرق التنظيمات المتطرفة. قاد بنفسه عمليات نوعية لاجتثاث الجماعات الإرهابية من معاقلها، أبرزها **عملية "سهام الشرق"** التي طهّرت وادي عومران ووادي جَنَى، وهما من أخطر أوكار الإرهاب في الشرق الأوسط.

كان حضوره في الميدان كفيلاً ببث الرعب في صفوف الخصوم، حتى وصفه البعض بـ"الخنجر القاطع في خاصرة الإرهاب".

شخصية قيادية متفردة

 

امتاز السيد بابتسامة دائمة لا تفارق محياه حتى في أحلك الظروف، متواضعاً مع رفاقه، قريباً من الناس، واسع الاطلاع، حكيماً في المشورة، سريع البديهة في الميدان.

كان يوازن بين الحزم العسكري والانفتاح السياسي، مؤمناً بأن النصر الحقيقي لا يكتمل إلا بصناعة السلام بعد إزالة الخطر.

 

إرث خالد ودروس باقية

 

استشهاد السيد ورفاقه الميامين لم يكن نهاية القصة، بل بداية لمسؤولية أكبر على عاتق من خلفوه. فقد ترك إرثاً نضالياً ومبادئ راسخة، أهمها أن أمن الجنوب واستقراره فوق كل اعتبار، وأن مواجهة الإرهاب واجب لا يسقط بالتقادم.

اليوم، تسير القوات المسلحة الجنوبية على خطاه، مستلهمة عزيمته في اقتلاع جذور الإرهاب، وتحرير ما تبقى من أرض الجنوب من أي وجود معادٍ.

 

عهد الوفاء

 

في ذكرى استشهاده الثانية، يقف أبناء الجنوب إجلالاً لذكراه، مؤكدين أن دماءه ودماء الشهداء كافة ستظل أمانة في أعناقهم. وكما كان السيد يتقدم الصفوف بلا تردد، سيواصل رفاقه التقدم حتى تتحقق كل أهداف الشعب في التحرير والاستقلال، ليبقى الجنوب آمناً حراً عزيزاً.

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن