
يشهد الجنوب العربي، تصعيدًا خطيرًا في أدوات الاستهداف الحوثي، لا سيما في مجال الحرب التجسسية، التي باتت أحد أخطر أذرع المليشيات في زعزعة الأمن والاستقرار.
من خلال شبكات متشابكة تعمل بسرية عالية، تحاول المليشيات زرع خلاياها الاستخباراتية في محافظات الجنوب، وفي مقدمتها العاصمة عدن، التي تشكل رمزًا لسيادة الجنوب ومركزًا للقرار السيادي الجنوبي.
المليشيات الحوثية تعتمد على الحرب التجسسية كوسيلة بديلة في ظل عجزها العسكري عن اختراق جغرافيا الجنوب لتنفيذ عمليات إرهابية تهدف لإرباك الوضع الداخلي وتشويه صورة الاستقرار.
وجرت العادة أن المليشيات الحوثية تستغل ظروف النزوح والحالة الاقتصادية لمحاولة تجنيد أفراد داخل العاصمة عدن وغيرها من المدن، وتغلف عملياتها بواجهات مدنية مزيفة كالإغاثة والإعلام والمجتمع المدني، وهو ما يجعل المواجهة معها أكثر تعقيدًا ويتطلب يقظة استخباراتية مستمرة.
وتبرز أهمية الضربات العسكرية والأمنية التي تنفذها الأجهزة الجنوبية، والتي أسفرت عن إسقاط خلايا حوثية نشطة في عدن ولحج وأبين.
هذه العمليات لم تكن مجرد إنجازات أمنية، بل رسائل واضحة بأن الجنوب يمتلك جهازًا استخباراتيًا متماسكًا قادرًا على حماية عمقه الحيوي من أي اختراق.
أهمية تلك الضربات تتجلى في أكثر من بُعد، أولها تحصين العاصمة عدن من المخاطر الخفية التي تتسلل تحت ستار التجسس، وثانيها ردع الحوثيين عن مواصلة محاولاتهم الفاشلة في إسقاط الجنوب من الداخل، وثالثها تعزيز ثقة المواطن بجهازه الأمني ووعيه بخطورة الحروب غير التقليدية.
تؤكد هذه المواجهات أن معركة الجنوب لم تعد فقط عسكرية ميدانية، بل استخباراتية أيضًا، وأن المليشيات الحوثية تسعى لاختراق النسيج الجنوبي من الداخل بعدما فشلت في مواجهته من الخار