
انقطاع الكهرباء يبلغ ذروته.. وغضب شعبي ينذر بانفجار وشيك
600 مليون دولار للكهرباء... مقابل 20 ساعة انقطاع يومياً
احتجاجات غاضبة ودعوات للعصيان المدني ضد حكومة المجلس الرئاسي
مستشفيات عدن مهددة بالتوقف... وكارثة إنسانية تلوح في الأفق بسبب نفاد الوقود
فضيحة 14 مليون دولار... من يسرق عدن؟
مصادر لـ"الأمناء": صراع سياسي يفاقم حرب الخدمات ومعاناة المواطنين
بين استحقاقات الغد وأوهام الأمس... الجنوب أمام لحظة الحسم المصيرية
عدن... مأساة وطن!
تتفاقم الأوضاع الخدمية والمعيشية في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب بوتيرة متسارعة، في ظل عجز مجلس القيادة الرئاسي والحكومة عن احتواء الأزمة، حيث بلغ انقطاع الكهرباء ذروته هذا الأسبوع، مما أشعل فتيل الغضب الشعبي.
غليان شعبي غير مسبوق
تشهد العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى حالة غير مسبوقة من الغليان الشعبي، مع تصاعد السخط العام تجاه مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، بسبب تدهور الأوضاع الخدمية والمعيشية، خاصة مع بلوغ أزمة الكهرباء ذروتها هذا الأسبوع.
ومع ازدياد ساعات الظلام، تتصاعد دعوات العصيان المدني والاحتجاجات الشعبية، مهددة بانفجار ثورة شعبية ضد مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، اللذين يواجهان اليوم اختبار البقاء في وجه غضب شارع يقترب من لحظة الانفجار.
سجّلت معظم مديريات العاصمة عدن ومناطق واسعة من لحج وأبين والضالع انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي تجاوزت أكثر 20 ساعة يوميًا، وسط ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة، ما فاقم معاناة السكان ودفع بهم إلى حافة الانفجار.
أطباء ومراكز صحية يواجهون شبح التوقف الكامل
مراقبون وصفوا في تصريحات لـ"الأمناء" الوضع الحالي بـ"الانهيار الكامل" لقطاع الكهرباء، بعد أن تكررت الأعطال وخروج محطات التوليد عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، في ظل عجز حكومي واضح عن توفير حلول عاجلة أو حتى تقديم مبررات مقنعة للمواطنين.
في المقابل، تعيش المستشفيات والمراكز الصحية أوضاعًا مأساوية جراء العجز عن تشغيل مولدات الطوارئ، فيما تفاقمت معاناة المرضى وكبار السن والأطفال، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية تلوح بالأفق.
هذا التصعيد الخدمي الخطير دفع المئات من المواطنين إلى الخروج في احتجاجات غاضبة خلال الساعات الماضية، مطالبين بإسقاط الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي، متهمين إياهما بالعجز والفشل والفساد.
مصادر محلية أكدت لـ"الأمناء" أن حالة الغضب تتزايد يومًا بعد آخر، مع توسع رقعة الاحتجاجات في عدن ووصولها إلى مناطق جديدة من الجنوب، في وقت أطلقت فيه منظمات مدنية دعوات للعصيان المدني والإضراب الشامل، كخطوة تصعيدية للضغط على السلطة الحاكمة.
محللون سياسيون حذروا من أن استمرار تجاهل الحكومة للأزمة، خصوصًا في ملف الكهرباء، قد يؤدي إلى انفجار شعبي شامل، قد لا يكون بالإمكان السيطرة عليه لاحقًا.
تجدر الإشارة إلى أن أزمة الكهرباء ليست وليدة اللحظة، لكنها بلغت هذا الأسبوع مستويات غير مسبوقة، مما جعلها القشة التي قصمت ظهر البعير في العلاقة بين الشارع الجنوبي والسلطات الحاكمة.
خيارين لا ثالث لهما
وفي ظل هذا المشهد المحتقن، تبدو الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تحمّل المسؤولية واتخاذ إجراءات فورية وملموسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أو مواجهة ثورة شعبية قد تطيح بهما معًا.
عدن على حافة الانهيار الكامل..
الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، والانهيار المتسارع للعملة، وتأخير صرف الرواتب، كلها مؤشرات على عجز حكومي فاضح في التعامل مع أزمات البلاد. في المقابل، يتمسك شعب الجنوب بثباته رغم محاولات إغراقه في الفوضى، وسط صراع داخلي وخارجي على النفوذ في عدن.
أزمات متفاقمة تهدد الحياة اليومية
أكدت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن قرب الانقطاع التام للتيار الكهربائي، وهو ما قد يؤدي إلى شلل كامل في الخدمات الأساسية، وعلى رأسها المياه والمستشفيات. وتشير بيانات رسمية إلى إنفاق حكومي يتجاوز 600 مليون دولار سنوياً على الكهرباء، رغم أن ساعات التشغيل لا تتجاوز 4 ساعات يومياً في أفضل الأحوال.
ويواجه القطاع الصحي تحديات خطيرة في ظل الاعتماد شبه الكامل على الكهرباء، مع تزايد المخاوف من تفشي الأمراض نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة مع قدوم فصل الصيف.
خيبة أمل شعبية في ظل غياب أي حلول حكومية
يعاني المواطنون في عدن من غياب أي جدول منتظم لتوزيع الكهرباء، حيث قد تعمل لساعة أو اثنتين، ثم تنقطع لعشرين ساعة أو أكثر. ويشكو السكان من أن بدائل الكهرباء مثل الطاقة الشمسية أو المولدات باتت مكلفة وغير متاحة للجميع، ما زاد من تعقيد المشهد المعيشي.
ويجمع المواطنون على أن غياب المعالجات الحكومية قد أدخل الناس في حالة من اليأس، خصوصاً أن الأزمات باتت تطال جميع مناحي الحياة.
فساد مالي وانهيار اقتصادي.. أرقام صادمة
بالتزامن مع تفاقم الأزمات، تستمر العملة المحلية في الانهيار، حيث تجاوز سعر صرف الدولار 2510 ريالات، وسط فشل حكومي واضح في وقف النزيف الاقتصادي. وكشف الدكتور محمد جمال الشعيبي، أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن، عن إنفاق مئات الملايين من الدولارات دون أي أثر ملموس، في ظل مؤشرات فساد مالي وإداري واسعة النطاق.
وأشار الشعيبي إلى فضيحة مالية تمثلت بسحب 14 مليون دولار من حساب العاصمة عدن، بحجة تطوير خدمات الاتصالات، دون أن تظهر نتائج تذكر.
النقابات العمالية تدعو إلى التصعيد وإسقاط الحكومة
وسط هذا الوضع المتدهور، أعلنت نقابات عمال الجنوب عن نيتها تنظيم فعاليات احتجاجية واسعة تطالب بإسقاط الحكومة الحالية. وأكد الاتحاد العام للنقابات في عدن أن مهلة الانتظار انتهت، وأنه لا يمكن السكوت على ما وصفوه بـ"الانهيار الشامل والفساد الممنهج".
غياب الرؤية والإرادة للإصلاح..
يرى مراقبون أن الحكومة الحالية تُدار من قبل قوى لا تمتلك أي استراتيجية حقيقية لإنقاذ الوضع، بل تتعمد تأجيج الأزمات ضمن ما يوصف بـ"حرب الخدمات" التي تستهدف إخضاع الجنوب سياسياً واقتصادياً.
رحيل الحكومة والرئاسي مطلب شعبي متصاعد
يشير الشارع الجنوبي إلى أن بقاء المجلس الرئاسي والحكومة لم يعد يمثل أملاً بالإصلاح، بل أصبح جزءاً من المشكلة. ويعتبر كثيرون أن رحيل هذه القيادات هو السبيل الوحيد لإنقاذ الجنوب من الانهيار.
نقلا عن الأمناء