• آخر تحديث: الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:01:15:37
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
الإعاقة في العقل لا في الجسد
تاريخ النشر: الاربعاء 11 يناير 2023 - الساعة 19:54:00 - حياة عدن / كتب / اوسان العامري :

 الكثير ربما معاق العقل، لكنه سليم الجسد الشفقة التي نشعر بها نحو ذوي الاحتياجات الخاصة والنظرة القاصرة لهم من مجتمع يرى الإعاقة عالة وحملا ثقيلا على عاتق الأسرة، يجعلهم عرضة للإحباط والانزواء بعيدا عنا نحن الذين نحتاج للشفقة أكثر؛ لأننا نعاني من إعاقة الأنا والإرادة. استوقفتني قصة المعاق شوقي وأنا أسمع تفاصيلها .. كل من في قريته يحكي عنه بشغف، في العقد الرابع من عمره الذي قضاه على عتبات المساجد، وحلقات العلم. تلك الدموع التي تحكي عنه بصمت، وتلك العبرة التي ترثيه دون بوح فاضت روحه لباريها بعد خروجه من أحد المساجد عقب صلاة العشاء ليلفظ أنفاسه الأخيرة على أحد أرصفة الطريق بحادث لم يمزق جسده ؛ لأن ذلك الجسد يحوي روحا طيبة خرجت بسلام؛ ليرتاح ذلك الجسد المتعب يقولون أنه معاق منذ الصغر، فقد قدرته على المشي.. قد يتبادر لذهنك حين تسمع أنه معاق فتردد بينك وبين نفسك: "لقد أراح الله أسرته وأهله" لكن حينما تسمع عن همة هذا الرجل وإرادته تخجل من نفسك لم يكن على الرصيف يسأل المارة، ويمد يده للعابرين كما هو حال الكثر من المتسولين الذين يقفون لساعات في منتصف الطريق، تحاذيهم السيارات وأيديهم تترنح يمنة ويسرة تتأمل أحدهم بكامل عافيته وقوته لكنه فقد ماء وجهه بتسوله. كان هذا الرجل يمشي بقدمي الإرادة والعزيمة، ويحمل على كتفه اعتزازه بنفسه وكرامته. لم يكن عالة على أحد كان يعتمد على نفسه ويده ممدودة بالعطاء لأهله ومن يعرفه يحبو ليشهد الصلوات، ويطلب العلم، يجثو على ركبتيه بين أدوات ورشته الصغيرة التي صنعتها همته. رسم برحيله دربا واسعا لمن يعاني من إعاقة العقل لا الجسد. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
الصحافة الآن