'> أ.عبدالله حمود | فيروسات بشرية
  • آخر تحديث: الثلاثاء 23 ابريل 2024 - الساعة:20:41:56
آخر الأخبار
المقالات
فيروسات بشرية
أ.عبدالله حمود
تاريخ النشر: الثلاثاء 15 ابريل 2021 - الساعة 22:37:36

 

أمراض كثيرة منتشرة فمنها ما يمكن علاجه وهناك أمراض يبحث لها العلماء عن علاج .

مسبباتها أما فيروسية ، أو بكتيرية ، أو فطرية ، وتنتقل بطرق مختلفة ، يُصاب بها جسم الإنسان وتسبب له مشاكل صحّية عديدة وقد تسبب الوفاة .

 وعند إنتشار مرض ما يعمل الإنسان بكل ما أتاه الله من علم وقوة على مقاومتها .

وينتشر الهلع ، والخوف ، وتعلن الطوارئ ، ويتم تسخير كل الإمكانيات لذلك .

فتعمل الدول والقيادات على محاربتها خوفا على شعوبها .

وهناك أمراض قاتلة تفتك بالمجتمعات ، وتدمّر البلدان ولكن المسبب ليس ماسبق وإنما فيروسات بشرية :

              الرشوة :

فيروس بشري قاتل يدمّر العمل الإداري ، والقانون ، ويسلب الحقوق ويسود الظلم .

يضع الشخص بمكانة ليس له ، ويصل الفاشل إلى مراتب عالية يُحطّم تلك المراتب بعقلية فارقة من المحتوى .

ينتج قائدا يقود إلى الفشل ، وطبيب يقتل الصحة ، وجيل ضعيف خالي من العلم ، وتاجر يرى الربح المالي هو الأهم من صحّة الناس ولو يموتون جوعا ، وٱخرون يرونه سلعة لكسب المواقف وتضييع الحق ، ومهندس يجيد فن التخريب والتعطيل و ......

ينتقل عن طريق اللمس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وتنتشر العدوى بين أوساط الموظفين ، والمسؤولين ، والمجتمع ، وقد يتحول إلى وباء يصعب السيطرة عليه .

               الغش :

مرض خطير مستشري يظهر الشيء بغير حقيقته ، ينتقل خفية ويظهر المساعدة ويختلق الأعذار , وتظهر ضحاياه على السطح , 

 ثم ينتقل أمام الجميع وكأنّه مألوف .

يعمل على تدمير التعليم وينتج جيلا مغشوش في كل المجالات , وفي التجارة يلعب الغش بغذاء ودواء وملبس ومسكن وحياة الناس .

             حمّى الكراسي : 

من أخطر الفيروسات البشرية , بل أقساها , فعند الأصابة به لا يمكن الشفاء منه وقد يستمر فترة طويلة . 

يصاب بهذا الداء : القادة والمتشبثين بالمناصب وأصحاب أنا أو الطوفان من بعدي, وتكمن خطورته في تطور الحمّى إلى هيستيريا تسفك الدماء البريئة , وتدمّر الإقتصاد والجيش والتعليم , وينهار الوطن .

وبعد كل هذه الأمراض القاتلة يُخيّم الجهل ، ويستشري الفساد ، وتنتشر المخدرات ، ويسود نظام الغاب ، وينشط الإرهاب وتشترى الذمم .

إنها فيروسات أشد خطرا 

هل ندرك هذا ؟

أين خطباء المساجد ؟

 نقول لهم :هل تدركون خطورة المرحلة ؟

هل ستقومون بالتوعية والتنوير للمجتمع ؟ ، بدون حزبية أو تشدد أم إنكم بحاجة إلى توعية !

أين المثقفون ؟!

إننا بحاجة إلى صحوة الضمير أولا ، بحاجة إلى محاربة تلك الأمراض ، إلى إدراك خطورة المرحلة , إلى التشخيص والمعالجة ، بحاجة إلى الوطنيين والمخلصين .          

 نحن بحاجة إلى ثورة وطنية ،وتثقيفية وتوعية .

قد يقول قائل هذا العمل عندما تكون دولة وقانون يحاسب ، أقول له : نحن ننشد دولة الجنوب ونحن الجنوبيون من يشّيد البناء لذا علينا إن نتقن بناءه ، ولكل واحد رقم وله تأثيره ، فإن المليون إذا نقص منه واحداً لن يكون مليوناً أبدا . 

فلنعمل جميعا على نشر الوعي عن المخاطر الكاريثية لتلك الأمراض ، والعمل على تحصين وتقوية الجبهة الداخلية للجنوب .

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص