أشهرت سلاحها على أحدهم وفجرت منزل الآخر .. أحمد ويحيى ضحيتان لجرائم الحوثي
تاريخ النشر: الاحد 11 اكتوبر 2020
- الساعة 16:06:19 - حياة عدن/خاص
لا تزال أيدي المليشيات الحوثية الإيرانية تنهش أجساد المدنيين المستضعفين وتسفك دماءهم بمنتهى الوحشية والإجرام، تفتك بأرواحهم دون أدنى حس بالرحمة أو الشفقة، وليس هذا غريبًا؛ إذ إن المليشيات الحوثية تجعل من الإرهاب منهجا تسير عليه فتدمر كل شيء يقابلها بشر كان أو شجر أو حجر.
(أحمد محمد علي) وأخيه (يحيى محمد علي) يعيشان حياة طبيعية في قرية موشج، الواقعة جنوب مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة؛ تغيرت حياتهما فجأة، لم تعد الحياة طبيعية فلا شيء يبقى على طبيعته حيثما تحل المليشيات الحوثية؛ إذ إنها تجر الظلام من الكهف إلى كل مكان تطؤه أقدامهم.
ذات يوم، قبل تحرير القرية من ذراع إيران، استيقظ (أحمد) في الصباح الباكر، حمل معوله وذهب ليحرث الأرض بجسد فتي ونشاط الشباب، ليؤمن لقمة يقتات بها مع أسرته، وبينما كان منهمكًا في العمل رفع رأسه، ووجد مسلحي المليشيات الحوثية يقفون أمامه مباشرة، وطلبوا من أحمد أن يترك الأرض ويغادرها على وجه السرعة، ولكن طلبهم قوبل بالرفض، فما كان من إحدى مسلحي الحوثي إلا أن أشهر سلاحه وصوبه باتجاه ساق أحمد وأطلق عليه النار، سقط أحمد أرضًا وسال دمه، وعلى إثر ذلك أُسعف إلى المستشفى لتلقي العلاج ولا يزال العلاج رفيقه إلى اليوم هذا.
يتساءل أحمد بمحض حزن وحيرة: ما كان ذنبي؟ إذ إنني لست منتميًا لأي جهة، كل ما أقوم به هو أنني أحرث الأرض وأزرعها؛ طلبًا للرزق الحلال من أجل توفير حياة كريمة لابني. أما الأخ الآخر يحيى فيعيش مأساة أخرى، إذ قصفت المليشيات الحوثية بقذائف مدفعية الهاون منزله وأحرقت كل مقتنياته، ثم هُجّر قسرًا مع أسرته وأطفاله ليستقر بهم الحال في القفار، حيث ينام هؤلاء الصغار على التراب في صقيع البرد وتلفح أجسادهم الرياح، لا شيء يقيهم برودة الشتاء ولا حرارة الصيف، ولا سقف يحجب عنهم الأمطار.
يتحدث (يحيى) بقلب يتمزق ألمًا على أولاده قائلًا: “المليشيات الحوثية المتمردة طغت على الإنسان والأوطان، وتم تشريدنا من منازلنا منذ سنة ونصف بعد قصفها، وأطفالي ينامون في العراء دون سكن ولا غطاء.”
آلاف المآسي تشبه مأساة الأخوين أحمد ويحيى يعشيها المواطنون المدنيون صنعتها أيادٍ حوثية، فمنهم من لقي حفته ومنهم من جرح ومنهم من أعيق ومنهم من هُجّر قسر في جميع قرى ومدن محافظة الحديدة على امتداد الساحل الغربي.