• آخر تحديث: الجمعة 26 ديسمبر 2025 - الساعة:15:39:28
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
هندسة الاستقلال،،وكيف ستمضي الامور
تاريخ النشر: الجمعة 26 ديسمبر 2025 - الساعة 14:49:45 - حياة عدن / كتب / عبدالقادر القاضي :

استعادة الدولة الجنوبية بشكل خاص وإعادة تفعيل دورها ضمن المجتمع الدولي امر جلل ومعقد ومحفوف بالتحديات وليس بالامر الارتجالي اليسير والهين كما يحاول بعض السطحيين تصدير المشهد للعامه والناس البسطاء، فتجدهم يقولون لهم بلهجة استفزاز وسخرية وتحدي (الأرض معكم أعلنوا دولتكم لو انتم رجال)
ايها السادة الكرام اللذينا يزعجهم هذا الاستفزاز التافه يجب ان تعلمواان الامور لاتأخذ بتلك الخفه وبتلك السذاجة والعبط والبلادة حينما يتعلق الامر بالترتيب والاعداد لاستعادة دولة وهوية وسيادة،،
فاعلان الاستقلال واعلان عودة دولة الجنوب لايأتي بأعلان ارتجالي اوانفعالي يقال في لحظة حماسة ثوريه وينتهي الامر،،  بل الاهم من ذلك وما يفترض ان يحدث قبل تلك الخطوة، هو مايحدث الان فعلياً في الجنوب من اعادة قلب التربة وحرث الارض واعادة بناء وتشكيل وهندسة كل البنية التحتية السياسية الجنوبية وخلق حالة جماهيرية بمستوى وعي كبير يدرك اهمية المرحلة وضغوطاتها المتوقعة والتهيء لمواجهتها وتهيئة كل الأوعية القانونية والتنفيذية والاقتصادية والامنية والعسكرية في الداخل لتكون جاهزة ومستعدة لتتلقف واقع جديد بدأت ملامحة تبرز وتتشكل جلية واضحة على الارض الجنوبية بعد تحرير وادي وصحراء حضرموت ومن بعدهم المهرة  
فكل مايحدث الان هو الهندسة التي لابد وحتماً ان تسبق اي شيء اخر ليتمكن ويتجهز الجنوبيين من خلالها من إتخاذ خطوة اكثر جراءة وشجاعة ليس باعلان الاستقلال بل بأعلان ( #الحكم_الذاتي ) وهو الامر الذي تتوافر فيه كل الشروط القانونية والجيوسياسية في  الجنوب ،ولايحتاج  لأعتراف دولي مثل اعلان الاستقلال، بل يحتاج إلى تهيئة كل ماسبق من عوامل وادوات واوعية سياسية والتمسك بالارض وعدم التفريط بشبر واحد منها ليكون الجنوب جاهزاً لإدارة الحكم الذاتي بكفاءة وحنكة كخطوة مهمة وأخيرة ولازمة قبل المضي إلى المحطة النهائية والمتمثلة بإعلان الاستقلال،
قد يسأل سائل لماذا اعلان حكم ذاتي جنوبي قبل اعلان الاستقلال.! 
لانه وبعد قطع شوط في إدارة الحكم الذاتي واكتساب الجنوبيين خلالها خبرة تراكمية في ممارسة الحكم الذاتي وخلق صورة مختلفة ومغايرة عن ماكان عليه الامر سابقاً من فساد مالي واداري، ليقدم الجنوبيين ويسوقون انفسهم سياسياً للأقليم والعالم كنموذج سياسي وعسكري وامني ناجح في إدارة الحكم الذاتي وضمانهم لمصالح دول الإقليم في تثبيت الأمن والاستقرار والتأكيد لدول العالم على حماية وضمان بقاء مصالحهم التجارية والاستثمارية في الجنوب والالتزام لهم بأستمرار بذل التضحيات لمكافحة الإرهاب وتنظيماته. 
سيراقب العالم والاقليم كل ذلك بدقه وتمحص وسيقيمه وبالتالي ستتولد لدى كثير من الدول حالة من الثقه بقيادات.الواقع. الجنوبي. الذي يضمن مصالحهم ويتعاون معهم في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي بالمنطقه وسيدرك الإقليم والعالم ان الجنوبيين اصبحوا جاهزين لاستلام دولة ان قرروا الذهاب لأعلان استقلالهم بعد ان أثبتوا قدرتهم على إدارة حكم ذاتي رشيد واستطاعوا تثبيت الأمن والاستقرار ومكافحة الارهاب. وضمان الحريات وحقوق الانسان بشكل ملحوظ.يجعل الجنوبيين جديرين بثقتهم
من تلك اللحظة وبعد أن يمر الجنوبيين بتجربة حقيقية وواقعية لإدارة الحكم الذاتي الذي لامحالة انه سيعلن كخطوة استباقية تهيئ الجنوب وشعبه للوصول إلى محطة الاستقلال الذي سيحتاج فيه الجموب إلى ضمان كسب تآييد إقليمي واعتراف ودولي قبل حتى إعلانه، ولن يتأتىء ذلك إلا بالمرور بتجربة الحكم الذاتي والنجاح فيه مع تأكيد التزام الجنوبيين وتأكيدهم للاقليم والعالم بالمعركة الاستراتيجية لتحرير الشمال واسناد ودعم اي قوى وطنية شماليه ستتحرك ضد الحوثيين كمبدأ والتزام جنوبي معلن وواضح .
لذلك كله اخبروا من يستفزوكم بهرطقاتهم ان اعلان استقلال الجنوب ليس شعار عاطفياً او ردة فعل غير مدركة للعواقب او مجرد مطلب مرحلي ينتهي بأنتهاء مرحلة معينه،أو طريق معبد بالورود وترمي فوق رؤوس العابرين فيه الرياحين والزهور،، بل هو ذروة سنام كل مراحل النضال وطريق لايسلكه الا الشجعان المؤمنين بحقهم في ارضهم ومستعدين للتضحية وتحمل الصعاب لأجل بلوغة،
وهذا مايحدث الان في الجنوب فعلياً ،، فالشعب والقيادة والجيش والامن موحدين صفوفهم ومستعدين لخوض المرحلة بكل مافيها من صعوبات وتقلبات محتملة فقد وصل الشعب في الجنوب بعد 10 سنوات من الصبر والتعب الى نقطة اللا عودة والتي ليس امام الشعب والقيادة خيار اخر سوى المضي قدما بكل شجاعة وثبات في طريق الحق واستعادة الحقوق دون الالتفات للتهديدات. 
وها هو هذا الشعب الجنوبي يقف اليوم على أعتاب استقلال ثاني تتم هندسته بحكمة وعقل وتأني وبخطوات راسخه ثابته على الأرض..
وما النصر الا صبر ساعة  ..
 

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن