
في مشهد تاريخي يؤكد الإرادة الشعبية والعسكرية الصلبة ‘ عمًت احتفالات وادي حضرموت كافة المدن والصحراء ‘ ابتهاجًا بالإنجاز العظيم الذي حققته القوات المُسلحة الجنوبية في إطار عملية المستقبل الواعد.
لقد كُللت العملية بالنجاح التام ‘ حيث أعلنت القوات المُسلحة الجنوبية عن تحرير مدن الوادي والصحراء بالكامل ‘ منهيةً بذلك سنوات من القمع والاحتلال العسكري الذي مارسته مليشيا الإخوان والقوات غير المحلية.
لم يعد تحرير وادي حضرموت مجرد حلم ‘ بل أصبح واقعًا ملموسًا ‘ وبدأ الأهالي يتنفسون الصعداء بعد طرد القوات التي اتُهمت بالتخادم مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران وتسهيل نشاط الجماعات المتطرفة.
*المستقبل الواعد.. محطة حاسمة في مسار الأمن والاستقرار في حضرموت والجنوب عمومًا:
بالتزامن في خوض معركة تحرير وادي حضرموت ‘ أطلقت القوات المُسلحة الجنوبية عملية عسكرية واسعة تحمل اسم "المستقبل الواعد" ‘ بهدف تحرير وادي حضرموت وإنهاء ما تبقى من سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى والجماعات المتحالفة معها "الاحتلال والإرهاب اليمني" ‘ وتأتي هذه العملية بعد تصاعد المطالب الشعبية في حضرموت والجنوب بضرورة بسط الأمن وتمكين القوات المحلية من إدارة الوادي ‘ وإنهاء حالة الانفلات والهيمنة المفروضة منذُ سنوات.
وبحسب المتحدث الرسمي للقوات الجنوبية ‘ المقدم محمد النقيب ‘ فإن العملية تهدف بشكل أساسي الى "تطبيع الأوضاع وحفظ الأمن والاستقرار" ‘ بالإضافة الى قطع خطوط تهريب السلاح للحوثيين والقضاء على الإرهاب".
*النخبة الحضرمية .. ترسيخ الأمن والاستقرار:
لطالما كانت قوات النخبة الحضرمية عنصرًا أساسيًا في ترسيخ الأمن في وادي حضرموت والساحل ‘ وتأتي هذه العملية لتؤكد قدرة هذه القوات على حماية المقدرات الوطنية وفرض النظام والقانون ‘ بعيدًا عن تأثيرات الأجندات الضيقة.
إن نجاح عملية الانتشار الشاملة في القطاعات النفطية يُمثل خطوة متقدمة في مسار إعادة بناء الدولة الجنوبية ‘ حيث يضمن وضع هذه الثروة الوطنية ‘ تحت إشراف قوات نظامية واحترافية تعمل لصالح أبناء حضرموت والجنوب ‘ الرسالة واضحة وهي مقدرات حضرموت في أيد أمينة ‘ ومُحاولات السيطرة عليها بالقوة أو الفوضى قد ولى عهدها.
*علم الجُنوب يرفرف في المهرة .. تأكيد على وحدة المصير الجُنوبي:
في تطور لافت يحمل دلالات سياسية وشعبية عميقة ‘ أفادت مصادر محلية بأن علم الجنوب العربي يرفرف فوق السجن المركزي في محافظة المهرة يأتي هذا الحدث في سياق الزخم المتصاعد للحراك الجنوبي والانتصارات الأخيرة التي تحققت في وادي حضرموت.
المشهد العام يُوحي بأن هذه الخطوة رمزية بامتياز ‘ إذ أن رفع علم الجنوب العربي على مرفق سيادي حسًاس مثل السجن المركزي محافظة المهرة ‘ يعكس تزايد الالتفاف الشعبي وتمددً التأييد لمشروع استعادة الدولة الجنوبية ليشمل أقصى الشرق ‘ كما يُرسل رسالة واضحة بأن المهرة تنضم لمسار التحرير ‘ وأن وحدة المصير الجُنوبي قد أصبحت حقيقة ميدانية لا يمكن تجاهلها.
*تثبيت الأمن في المهرة.. القوات الجنوبية نموذج للمسؤولية:
في سياق متصل ‘ ثمنًت قيادة انتقالي المهرة الخطوات العسكرية والأمنية التي تواصلها القوات الجنوبية في بسط سيطرتها على المواقع العسكرية والأمنية والمرافق الحيوية في محافظة المهرة ‘ وتأتي هذه الخطوات لتُعززً سيادة الأمن والاستقرار في المحافظة.
كما طمأنت القيادة أبناء محافظة المهرة بأن الأوضاع مستقرة تمامًا ‘ وأن القوات الجنوبية الموجودة في المحافظة تقوم بواجبها الوطني بكل مسؤولية واقتدار ‘ وتُسًخر جهودها للحفاظ على الامن والاستقرار ‘ ودعت جميع المواطنين الى التعاون الإيجابي مع القوات بما يحقق الامن العام ويحمي السكينة المجتمعية.
*الجنوب يقهر التحديات:
تمكنت القوات الجنوبية من كسر الإرهاب الحوثي على الأرض ‘ مُظهرة بذلك مدى جاهزية الجنوب للدفاع عن أمنه واستقراره.
ويشير المراقبون بأن الجنوب لن يسمح بأي تهديد يمس سيادته ‘ بل سيظل دائمًا شوكة في حلق الإرهاب ‘ ويأتي التزام الجنوب بالدور الأمني ‘ لتلبية تطلعات شعبه في بناء بيئة مستقرة وآمنة ‘ مع ضمان تحقيق المزيد من المكتسبات الوطنية في إطار استعادة الدولة وفك الارتباط.
وطبقًا للمراقبون ‘ فإن إفشال مُحاولات التسلل الحوثية الإرهابية يعكس جهوزية القوات المسلحة الجنوبية للتصدًي لأي تهديدات ‘ إذ تستمر المليشيات في محاولة دفع عناصر إرهابية لتنفيذ عمليات تخريبية ‘ ولكن القوات المسلحة الجنوبية تظل بالمرصاد لكل هذه المخططات.
*الاجتماع القبلي.. نقطة تحول نحو المؤسسة:
بالتوازي مع الزخم الجماهيري ‘ شهدت حضرموت اجتماعًا قبليًا موسعًا هو الأكبر منذُ سنوات ‘ والذي شكًل نقطة تحول مجتمعية بارزة ‘ كان أبرزها الإعلان عن هيكلة جديدة لحلف قبائل حضرموت ‘ واختيار الشيخ خالد الكثيري رئيسًا للحلف ‘ وسط إجماع قبلي يعكس مستوى متقدم من التفاهم الداخلي.
ووفق المحللون ‘ هذا الاجتماع وما صدر عنه نقل حلف قبائل حضرموت من حالة الجمود والتباين التي عاني منها لسنوات ‘ إلى حالة من العمل المؤسسي المنظم ‘ كما مثل اختيار الشيخ خالد الكثيري رسالة واضحة مفادها أن القبائل تتجه نحو قيادة موحدة قادرة على التعبير عن تطلعات الأبناء والدفاع عن حقوقهم ‘ وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التماسك القبلي والسياسي.
*مستقبل حضرموت.. نحو استعادة دولة الجنوب:
تحمل هذه التطورات بشائر خير مؤكدة ‘ مفادها أن عودة كامل تراب حضرموت الى حضن الجنوب العربي باتت حقيقة ماثلة ‘ هذه المرحلة الجديدة تؤكد أن وادي حضرموت سيظل آمنًا ومستقرًا ‘ متناغمًا مع المسار التحرري العام للجنوب.
إن المسار الاستراتيجي للجنوب ينسجم مع إرادة لا تقبل المساومة صوب تحقيق حلم استعادة الدولة ‘ وهي دولة كاملة غير منقوصة من أي شبر من أراضيها ‘ وفي القلب منها محافظة حضرموت الاستراتيجية ‘ إن عملية المستقبل الواعد ليست مجرد معركة عسكرية ‘ بل هي خطوة عملاقة نحو تأسيس واقع مستقر وآمن يخدم تطلعات الشعب الجنوبي نحو السيادة والحرية.
*لحظة التحرير التاريخية:
إن نهاية احتلال الإخوان تمثل نقطة تحول حاسمة ‘ حيث يضمن تحرير وادي حضرموت أمن المنطقة ‘ بأكملها ويقضي على التخادم المشبوه الذي كان يهدد استقرار الجُنوب العربي.
أثبتت عملية المستقبل الواعد أن الإرادة الوطنية أقوى من أي احتلال ‘ اليوم ‘ يعيش أبناء وادي حضرموت لحظة التحرير التاريخية ‘ مؤكدين عبر احتفالات وادي حضرموت أن لا مكان للقمع أو التخادم في أرضهم ‘ وأن الأمن والاستقرار لن يتحقق إلا تحت راية القوات المُسلحة الجنوبية.
*ختامًا:
يرسم الجنوب خطوطًا حمراء لا يُسمح بتجاوزها تحت أي ظرف من الظروف ‘ وسيظل جاهزًا لمجابهة خطر الإرهاب على جميع الأصعدة ‘ مستخدمًا كل الإمكانيات اللازمة لحماية أمنه واستقراره والدفاع عن أراضيه ومكتسباته.