
قام سفير اليمن لدى فرنسا، د. رياض ياسين عبد الله، ووزير الدولة محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس، اليوم بزيارة رسمية إلى مقر شركة CMA CGM في برجها الرئيسي بمدينة مرسيليا، وذلك برفقة وفد رفيع من مجموعة هائل سعيد أنعم، ضمّ كلًّا من عبدالجبار هائل سعيد ودرهم عبده سعيد، وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية واللوجستية، وتوسيع الشراكات المستقبلية بين اليمن والمؤسسات الدولية الكبرى.
وخلال الزيارة، اطلع الوفد على برج CMA CGM، أحد أبرز المعالم المعمارية والاقتصادية في المدينة، والمقر الرئيسي لإحدى أكبر شركات النقل البحري والحاويات في العالم. واستقبلهم عدد من مسؤولي الشركة الذين قدموا عرضًا موجزًا عن تاريخ المجموعة ودورها الحيوي في حركة التجارة البحرية العالمية.
كما قام الوفد بجولة ميدانية شاملة داخل مركز الأسطول (Fleet Center)، الذي يمثل القلب النابض لعمليات الشركة البحرية. وتعرف الزوار خلال الجولة على أحدث التقنيات المستخدمة في مراقبة وتوجيه الأسطول البحري العالمي، بما في ذلك الأنظمة الرقمية المتقدمة لإدارة مسارات السفن وضمان أعلى مستويات السلامة التشغيلية. كما اطلعوا على آلية عمل المركز والدور الحيوي الذي يؤديه في دعم سلاسل الإمداد العالمية واستمرارية حركة التجارة الدولية.
وعقب الجولة، عقد اجتماع عمل موسع استمر حتى الساعة الخامسة مساءً، جرى خلاله بحث مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها فرص التعاون في مجالات الموانئ والنقل البحري والخدمات اللوجستية، إلى جانب مناقشة سبل دعم الأنشطة التجارية في الموانئ اليمنية، وخاصة ميناء عدن باعتباره منفذًا استراتيجيًا على خطوط الملاحة الدولية. وفي هذا الإطار، ناقش محافظ عدن مع مسؤولي الشركة فرص الاستثمار في ميناء عدن لمواجهة الإقبال المتزايد للبواخر الكبيرة وتحسين حركة التجارة البحرية، بما يسهم في تعزيز القدرات التشغيلية للميناء واستيعاب النمو المتوقع في حركة الشحن البحري.
كما تناول الاجتماع تعزيز الشراكة بين اليمن وشركات النقل البحري العالمية، والاستفادة من خبرات CMA CGM في تطوير البنية التحتية ورفع جودة الخدمات اللوجستية والملاحية.
وفي سياق متصل، قدم درهم عبده سعيد، مدير مجلس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم، شرحًا مفصّلًا عن عمل المجموعة واستثماراتها في مختلف القطاعات الحيوية، مستعرضًا التحديات الكبيرة التي تواجهها في اليمن، والجهود المبذولة لتجاوزها وتعزيز مساهمة المجموعة في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة.
وتطرق النقاش كذلك إلى الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تحسين سلاسل التوريد، وأهمية الموقع الجغرافي لليمن على البحر الأحمر وخليج عدن، والدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه استثمارات القطاع الخاص الدولي في دعم الاقتصاد الوطني خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار وتطوير قدرات الموانئ في بلادنا.