• آخر تحديث: السبت 26 يوليو 2025 - الساعة:22:42:26
آخر الأخبار
آراء واتجاهات
تحليل: عن ضرورة وأهمية هيكلة الانتقالي
تاريخ النشر: السبت 26 يوليو 2025 - الساعة 15:53:55 - حياة عدن / خاص

عن ضرورة وأهمية هيكلة الانتقالي
ثابت حسين*

إعادة الهيكلة لأي منظمة حتمية عندما تنشأ ضرورة إعادة النظر في هياكلها التنظيمية وأساليب العمل لديها والإجراءات القائمة لتواكب أهدافها الجديدة أو المحدثة، التي تقتضيها المستجدات والتحديات التي طرأت أثناء مسيرتها.

وهذا هو ما كان يحتاجه بالضبط الانتقالي وبإلحاح.

إعادة الهيكلة هي عملية تغيير مدروسة للعلاقات بين المكونات التنظيمية للمنظمة أو المؤسسة، ويقصد بها كذلك مجموعة الاستراتيجيات والخطط والبرامج والسياسات التي تضعها الإدارة او القيادة لتخفيض التكاليف وتحسين كفاءة الأداء...والانتقال إلى عمل نوعي أكثر فاعلية وأقل كلفة.

وتعتبر إعادة الهيكلة جزءا متمما لإعادة التأهيل، فهما عمليتان مترابطتان.

فتركز عملية إعادة التأهيل على تحسين وتطوير الظروف والإمكانات الداخلية للمنظمة، بينما تركز إعادة الهيكلة على قرارات فصل بعض الوحدات أو الغاء بعضها أو دمج بعضها الآخر ويشمل ذلك التغيير النوعي للقيادات.

إعادة هيكلة هيئات الانتقالي الجنوبي مهمة جوهرية وضرورية، لمواكبة تطورات المرحلة وتسريع وتيرة العمل ولتقييم عمل المجلس على مدى السنوات التي مضت، للحفاظ على ما تحقق للجنوب سياسيًا وعسكريًا، وتلافي أوجه القصور، وتصحيح الاعوجاجات وسد الثغرات ونقاط الضعف.

بالمختصر المفيد كان المجلس يحتاج إلى مراجعة نقدية وتغيير جذري يشمل كل هيئاته وهياكله التنظيمية ووثائقه وآليات وأدوات عمله...على أسس وطنية وعلمية تعتمد على مباديء الكفاءة والنزاهة والإخلاص والنوعية الوظيفية بدلا من العددية وحل اشكاليات تعدد نفس الاختصاصات وتضخم الهياكل وشاغلي الوظائف للوصول إلى إدارة وقيادة بتكاليف أقل وفاعلية اكبر والجمع بين إحلال الخبرات وتشبيب القيادات، كشرطان لا غناء لأحدهما عن الآخر.

نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في تحقيق حضور شعبي وسياسي قوي ومكثف، مسنودا بحضور عسكري وأمني جنوبي مؤسسي في كل بقاع الجنوب سيصب في بوتقة تحصين المجتمع الجنوبي وتعاظم قدراته وخبراته على مواجهة كافة التحديات والتهديدات والمخاطر التي تستهدف قضية الجنوب ومشروع استعادة دولته وبناء مؤسساته.

ومن أجل بلوغ ذلك الهدف أو الغاية ينبغي تركيز الجهود الرئيسية على ما يلي:

أولا: اجراء تقييم مستمر لأداء هيئات المجلس الانتقالي وانتشارها في كافة المؤسسات الحكومية والمجتمعية والتجمعات السكانية اعتمادا على قيادات وكوادر وناشطين تنفيذيين مؤهلين مشهودا لهم بالنزاهة والقادرين على كسب ثقة الناس والتعامل الصحيح والناجع مع كافة تعقيدات وملفات الوضع المحلي والوطني.

ثانيا: المؤامة المرنة والمتزنة بين متطلبات الوضع الراهن ومتطلبات المستقبل الجنوبي...بمعنى آخر قراءة الوضع الراهن وظروف هذه المرحلة قراءة صحيحة والتعامل معها وفقا لمصالح الناس أولا ولمصلحة استعادة الدولة ثانيا.

ثالثا : بقدر أهمية واولوية الأمن للوطن والمواطن، بقدرما يجب التركيز على الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمي وحلحلة العقد والحبكات الموروثة عن نظام 7/7 ، التي كان همها نهب ثروات الجنوب وتدمير مقدراته وربطه بالمركز وبالشمال عامة وتعطيل أي محاولات للخلاص والتحرر.

رابعا: مواصلة الحوار الوطني الجنوبي مع من بقي من المكونات والشخصيات الجنوبية الفاعلة على قاعدة القواسم المشتركة وإن انتصارات الجنوب هي لكل أبنائه، وأن أي انكسار لا سمح الله هو انكسار للجميع.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري
 

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن