• آخر تحديث: الخميس 17 يوليو 2025 - الساعة:00:10:01
آخر الأخبار
أخبار وتقارير
الوعي الشعبي الجنوبي.. إصرار لا ينكسر أمام المؤامرات
تاريخ النشر: الاربعاء 16 يوليو 2025 - الساعة 18:52:23 - حياة عدن / خاص

رغم حجم الاستهداف المتصاعد والتآمر المستمر من قوى معادية تتكالب لإجهاض المشروع الوطني الجنوبي، يواصل شعب الجنوب العربي صموده الأسطوري وإصراره المبدئي على المضي في طريقه التحرري حتى انتزاع دولته المستقلة كاملة السيادة.

هذا الثبات الشعبي لم يكن يومًا موقفًا عابرًا أو ردّ فعل مؤقتًا، بل نابع من وعي راسخ بقضية عادلة، وحق تاريخي لا يُمكن التنازل عنه مهما كانت الضغوط ومهما تغيرت أدوات العرقلة.

ما تواجهه قضية شعب الجنوب اليوم لم يعد مجرد صراع مع مليشيات أو خصوم سياسيين، بل تحوّل إلى مشروع إقليمي ودولي متشابك الأطراف، يسعى إلى كسر إرادة الجنوبيين، وضرب نواة مشروعهم التحرري، عبر أدوات مختلفة.

يتم هذا الاستهداف تارةً عبر الحرب العسكرية، وتارةً عبر الاختراق الناعم، وتارةً من خلال محاولات خلق الفوضى والإرباك في الداخل.

لكن كل تلك المحاولات قوبلت بوعي شعبي جنوبي متقدم، وإدراك عميق بأن النصر لا يتحقق فقط بالسلاح، بل بالانتماء والتمسك بالهوية والعمل المؤسسي والالتفاف حول القيادة السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

المجلس بدوره استطاع رغم كل التحديات أن يحافظ على حضور قضية شعب الجنوب في المحافل الدولية والإقليمية، مع حماية المكتسبات الوطنية في الداخل.

المطلوب الآن من الشعب الجنوبي مع مواصلة التعبير عن الغضب سلميًّا من مؤامرات قوى الشر، أيضًا مواكبة المشروع التحرري بسلوك وطني مسؤول، يبدأ من تعزيز التلاحم الداخلي، والابتعاد عن الصراعات الجانبية، والإسهام في حماية مؤسسات الجنوب.

كما بات من المهم تعزيز التمسك بالوعي الجمعي في مواجهة حملات التضليل الإعلامي والسياسي التي تقودها قوى معادية تهدف إلى تفتيت الصف الجنوبي.

استكمال مسار التحرير يتطلب من الجنوبيين التمسك بالهوية الوطنية الجامعة، وتثبيت المشروع الجنوبي في سلوكهم اليومي ومواقفهم تجاه التحديات، ومواصلة بناء مؤسسات الدولة على أسس الانضباط والكفاءة والنزاهة.

بناء الدولة يبدأ من الشعب والإيمان بالمشروع هو الوقود الحقيقي الذي لا ينضب أمام محاولات الإحباط والتشكيك.

ومن المؤكد أنَّ التضحيات التي قدّمها أبناء الجنوب في كل الجبهات وعلى مدى عقود، تُعد أمانة لا يمكن التفريط بها، ومسؤولية أخلاقية ووطنية تفرض على الجيل الحالي أن يُكمل المسيرة حتى النهاية.

فالشهداء لم يسقطوا من أجل مناصب أو مكاسب آنية، بل من أجل وطن حر، مستقل، آمن، تُحترم فيه الكرامة، ويُصان فيه القرار.

الموقف الشعبي الجنوبي بكل زخمه ووضوحه، يمثل صمام الأمان لمسار التحرير، ويُثبت أن إرادة الشعوب لا تُكسر، وأن الجنوب، مهما حاولت قوى الشر أن تطفئ نوره، سيبقى واقفًا، صامدًا، حتى يحقق غايته الكبرى في استعادة دولته وهويته
 

التعليقات
شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص

الصحافة الآن