تشير دراسة جديدة إلى أنّ الثدييات بما في ذلك البشر أكثر عرضة للمعاناة من فقدان الذاكرة على المدى القصير خلال فصل الشتاء.

وفي هذا السياق، نشر موقع "ديلي ميل" البريطاني مقالا نشره موقع "صوت بيروت إنترناشونال" جاء فيه:

"نظر الخبراء في جامعة برادفورد في كيفية أداء الفئران في اختبارات الذاكرة عند تعرضها لــ"photoperiods" طويلة وقصيرة ، أو ما يسمى بفترات التعرض للضوء".

فوجدوا صلة "مهمة" بين ضعف الذاكرة وطول اليوم القصير، وهو يشبه ما يختبره البشر خلال فصل الشتاء.

من الممكن أن تكون النتائج قابلة للتطبيق على البشر ، كما يقول الفريق ، مما يشير إلى أننا أكثر عرضة للنسيان خلال فصل الشتاء الطويل.

في الثدييات ، هناك تفسير طبيعي لفقدان الذاكرة على المدى القصير خلال فترات النهار القصيرة ، وفقاً للخبراء.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة جيزيلا هيلفر: "في الصيف ، تميل الحيوانات الموسمية إلى زيادة الوزن ، مما يساعد على أشياء مثل التكاثر والاستعداد لفصل الشتاء".

ولكن خلال فصل الشتاء ، عندما يكون هناك عدد أقل من الموارد، مثل الغذاء وأيضاً أقل ضوء ، "يغلق الجسم جميع أنواع الوظائف".

على سبيل المثال ، يمكن أن تكون العمليات المعرفية، ولا سيما التعلم والذاكرة ، كثيفة الاستخدام للطاقة.

لدراستهم ، استخدم الباحثون ما يسمى باختبار التعرف على الكائنات الجديدة، على فئران المختبر ، والذي يستفيد من ميلهم الطبيعي لاستكشاف الأشياء الجديدة.

وقال الدكتور هيلفر لـ MailOnline: "في الأساس ، يتم وضع الفئران في غرفة ، ويسمح لهم باستكشاف كائنين".

ثم نعطيهم كائناً جديداً ونقيس مقدار الوقت الذي يقضونه في استكشاف الكائن الجديد.

"إذا كانت ذاكرتهم على المدى القصير سليمة، فسوف يقضون المزيد من الوقت على الكائن الجديد ، لكن الفئران التي تعاني من ضعف الذاكرة ستستكشف كلا الكائنين بالتساوي لأن كلا الكائنين سيظهران جديدين لهما".

كما أعطى مؤلفو الدراسة الفئران في التجارب إما وجبات غذائية عالية الدهون أو قليلة الدسم، لكنّ هذا لم يغير تأثير الفترة الضوئية القصيرة.

وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة جيزيلا هيلفر: “لقد أظهرت العديد من الدراسات بالفعل وجود صلة بين سوء التغذية وفقدان الذاكرة على المدى القصير ، ولكن هذه هي المرة الأولى التي نجري فيها رابطاً بين ضعف الذاكرة والمواسم".

"افترضنا أنّ اتباع نظام غذائي عالي الدهون سيكون له تأثير سلبي على الذاكرة لكننا وجدنا أنه حتى الحيوانات التي لديها نظام غذائي صحي لا تزال تؤدي بشكل سيئ عندما تكون في فترة ضوئية قصيرة".

وفقاً للدكتورة هيلفر ، فإنه لا يزال “من الصعب حقاً” أن نقول كم تنطبق نتائج التجارب على البشر.

وقالت: "من المثير للجدل ما إذا كان البشر حيوانات موسمية".

ومع ذلك ، نحن نعلم أنّ الفترة الضوئية (طول اليوم) لها تأثير على سلوك الحيوان (مثل القلق والاكتئاب والإجهاد) لدى الحيوانات غير الموسمية.

على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث على البشر ، يمكن أن يؤدي هذا المجال إلى علاجات جديدة لعدد من الحالات.

وقالت الدكتورة هيلفر :"هذا مجال بحث متخصص للغاية ولكنه مجال يتمتع أيضاً بإمكانيات هائلة".

يجب إجراء المزيد من الأبحاث ولكن هذا يمكن، أن يؤدي إلى استخدام العلاج الضوئي كعلاج غير جراحي لأشياء مثل الاضطراب العاطفي الموسمي والاكتئاب والقلق والتوتر.

تتبع الدراسة الجديدة ، التي نشرت في مجلة Physiology And Behavior ، أبحاثاً سابقة في استخدام photoperiods لفترات طويلة ، أو "العلاج بالضوء" ، على البشر.

يتضمن العلاج بالضوء الاقتراب من جهاز يسمى “صندوق العلاج بالضوء” الذي يعطي الضوء الساطع لتقليد الضوء الطبيعي في الهواء الطلق.

ويمكن أن يصبح أكثر انتشاراً لعلاج الحالات بما في ذلك الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD) ، المعروف أيضاً باسم “الاكتئاب الشتوي".

بشكل مثير للدهشة ، أظهرت الأبحاث السابقة أنّ العلاج بالضوء يمكن أن يحسن الوظيفة الإدراكية بعد إصابة الدماغ المؤذية لدى البشر.