
في وقتٍ تشهد فيه البلاد انهيارًا اقتصاديًا حادًا، وتأخّرًا في صرف رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين لأشهر متتالية، وتراجعًا حادًا في الخدمات الأساسية، أكدت السفارة اليمنية في موسكو أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد العليمي، سيشارك في القمة الروسية-العربية المرتقبة في العاصمة الروسية، بعد أيام من توجهه إلى واشنطن لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
تلك الزيارات الشكلية سياحة سياسية لا غير
الزيارة إلى موسكو تُعد الثانية من نوعها خلال أشهر، ما يثير تساؤلات واسعة حول جدوى هذه الجولات الدبلوماسية المتكررة التي تُكلّف خزينة الدولة ملايين الدولارات، دون أن يلمس المواطن أي نتائج حقيقية على الأرض.
مصادر سياسية مطلعة أعربت عن استغرابها من استمرار رئيس المجلس في السفر والتجوال خارج البلاد في ظل فشل حكومته والبنك المركزي في دفع الرواتب، وغياب أي رؤية واضحة للإنقاذ الاقتصادي.
ما الذي تحقّق من الزيارة الأولى إلى روسيا؟ -
وهل باتت هذه الجولات مجرد استهلاك سياسي وإعلامي لا أكثر؟
لماذا تُستنزف العملة الأجنبية في تحركات بلا قضية واضحة ولا تفويض شعبي حقيقي؟
الواقع يؤكد أن السلطة الشرعية فقدت صلتها بالشارع، فيما تتحوّل مثل هذه الزيارات إلى عبء إضافي على دولة تعيش حالة انهيار شامل، وتعاني من تفكك سياسي وفشل إداري ذريع
فيما أكدت مصادر سياسية ودبلوماسية أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي يشعر بقلق متزايد من الزيارة المرتقبة للرئيس عيدروس الزبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، خاصة في ظل الزخم الذي تحمله قضية استعادة الدولة الجنوبية، والاهتمام المتنامي الذي تحظى به في الأوساط السياسية الدولية.
وبحسب المصادر، فإن العليمي يدرك أن الزبيدي لا يذهب إلى واشنطن كجزء من وفد تابع، بل كطرف سياسي يحمل مشروعًا واضحًا وأجندة جنوبية مستقلة، ما يثير مخاوف داخل الشرعية اليمنية من تغيّر قواعد اللعبة السياسية، وتراجع مكانة العليمي كـرئيس توافقي لا يمتلك مشروعًا حقيقيًا سوى الاستمرار في المناورة بين العواصم دون حلول داخلية.
وتوقعت المصادر أن تشهد واشنطن خلال الفترة القادمة تحركات جنوبية نشطة على مستوى مراكز الأبحاث والقرار السياسي، ما سيزيد من زخم القضية الجنوبية في المحافل الدولية، ويضع مزيدًا من الضغط على الشرعية التي تعاني من ضعف الأداء، وانعدام الرؤية، وتآكل الثقة الشعبية.