توقفت عجلة الحياة السياسية في اليمن منذ الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني في سبتمبر 2014م . أقرت هذه المخرجات تغييرنظام الحكم في اليمن من النظام المركزي الشمولي إلى النظام الإتحادي المكون من ستة أقاليم يتم فيها تقسيم السلطة والثروة بشكل عادل تحت إشراف الدولة المركزية في العاصمة صنعاء. لم يكتب لهذا المسار السياسي النجاح ،الذي أتى بعد أزمة سياسية وحراك شعبي في عام 2011م  ،ووقعت البلاد كلها في فخ الحرب التي قضت على الهامش السياسي في البلاد ،وقضت على أي آمال للانتقال والتغيير السلمي للسلطة في البلاد. يعيش اليمن اليوم تحت حكم  سلطات أمر واقع ،في ظل تآكل دور وأداء  المؤسسات الشرعية في البلاد : الرئاسة،الحكومة،البرلمان ،لصالح مليشيات مسلحة ،تستآثر بأجزاء كبيرة من البلاد ،وتديرها وفق آجنداتها غير الوطنية . بالطبع لن تستمر هذه الحرب لفترة طويلة،ولابد من الوصول إلى السلام الشامل ،والولوج نحو حقبة جديدة تسودها المساواة والعدالة والحريات الشخصية والصحفية والكرامة الإنسانية ،ويجب أن تخرج النخب اليمنية من معاركها الوهمية للمساهمة في رفع الوعي السياسي  ،والانخراط بعملية سلام شاملة تخرج اليمن من دائرة الحرب العدمية،وتعود بها إلى رحاب السياسة  الأوسع  ،وإلى أدواتها وخياراتها السلمية المتمثل في  قيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وأحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان  ، والتوزيع العادل للثروة والسلطة .