
- محاولة فاشلة لاعادة إنتاج المؤسسات القديمة في سياق لا يستجيب لطموحات الجنوب.
- تحركات مشبوهة تهدف الى التغلغل في مؤسسات الجنوب العسكرية والأمنية.
- أصوات جنوبية تعلو: "البرلمان اليمني أثبت أنه مجرد مؤسسة صورية عاجزة عن أداء مهامها".
- مؤشرات جديدة للمجلس الانتقالي تبًشًر بدخول الجنوب في مرحلة جديدة من تثبيت مشروعة السياسي على الأرض
حياة عدن / تقرير/ فاطمة اليزيدي:
في خطوة تعكس فشل الشرعية في عقد برلمانها في أرض جنوبية محررة ‘ اتجهت على تمرير مخططاتها عبر الاتصال المرئي الذي عقده مجلس النواب ‘ يوم الخميس ‘ برئاسة سلطان البركاني ‘ كان أكثر الاجتماعات سخونة منذُ أشهر ‘ حيث شهد موجه انتقادات حاده طالت قيادات مجلس القيادة الرئاسي ‘ واتهمها عدد من الأعضاء بأنها تسببت في تعطيل مؤسسات الدولة وشلً عملها خلال الفترة الماضية.
وكشفت مصادر برلمانية : "بإن مداخلات بعض النواب كانت "صارخة وغير مسبوقة" ‘ حيث حمًل عدد منهم قيادات في المجلس الرئاسي مسؤولية التدهور الاقتصادي والانقسام الإداري وغياب القرارات الموحدة داخل مؤسسات الدولة ‘ مؤكدين أن استمرار هذا النهج "يُكرًس الفوضى ويُقوًض ثقة المواطنين بشرعية الدولة".
وخلال الاجتماع الذي عُقدً عبر الاتصال المرئي ‘ ناقشً أعضاء المجلس ما وصفوه ب "تجاوزات دستورية ومالية وإدارية فادحة" داخل مؤسسات الدولة ‘ مشيرين الى غياب منظومة الرقابة والمساءلة سمح بتفشي مظاهر الفساد وسوء استخدام السلطة ‘ مما فاقم معاناة المواطنين في مختلف المحافظات.
*تحركات مريبة.. تستهدف الأجهزة الجنوبية المستقلة:
حذرً مراقبون جنوبيون من خلفيات القرار الصادر عن مجلس القيادة الرئاسي في اجتماعه الأخير بالعاصمة السعودية الرياض ‘ والذي أُعلن فيه ما سمًي ب "استكمال دمج الأجهزة الاستخباراتية " ‘ في غياب نائب رئيس المجلس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي.
وبحسب متابعات "عدن 24" ‘ فإن القرار يهدف في جوهره الى التغلغل في مؤسسات الجنوب العسكرية والأمنية التي أثبتت نجاحها في مكافحة الإرهاب ‘ تمهيدًا للسيطرة عليها وإضعافها لصالح مشروع" الوحدة اليمنية " وإعادة إنتاج نفوذ الجمهورية العربية اليمنية في مؤسسات الدولة الجنوبية".
*تحذير.. من خطوة جديدة تهدف الى تفكيك المنظومة الأمنية الجنوبية:
ويؤكد مراقبون أن رئيس المجلس رشاد العليمي يقود هذا التوجه بغطاء من شعارات "الإصلاح الإداري" و "توحيد الأجهزة الأمنية" ‘ فيما الحقيقة هي محاولة لاختراق أجهزة الاستخبارات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي وإفساد بنيتها التي تشًكل العمود الفقري للأمن والاستقرار في محافظات الجنوب.
وتشير المعلومات إلى ان اجتماع المجلس الرئاسي فشل حتى الآن في التوصل إلى اتفاق حول تعيين قيادة موحدة للجهاز الأمني المدمج من "الامن السياسي" و "الامن القومي" ‘ بعد رفض المجلس الانتقالي الجنوبي من الانخراط في جهاز العليمي".
ويُحذرً ناشطون من أن هذا القرار يمثل خطوة جديدة نحو تفكيك المنظومة الأمنية الجنوبية المستقلة التي نجحت في دحر الإرهاب وحماية المدن من خلايا الحوثيين والاخوان والقاعدة ‘ مؤكدين أن تمرير هذا المشروع يعني العودة الى الفوضى التي شهدها الجنوب قبل استعادة مؤسساته.
*برلمان بلا رغبة:
يعتبر المجلس الانتقالي أن البرلمان اليمني بصيغته الحالية لا يمتلك الشرعية التمثيلية للجنوب ‘ خاصة مع غياب الانتخابات منذ أكثر من عقدين ‘ والتغيرات السياسية الكبيرة التي شهدتها البلاد ‘ والتي دفعت بالمطالب الجنوبية نحو مسار مغاير".
وفي هذا السياق: " أكدت مصادر خاصة لعدن 24 : "بأن البرلمان اليمني أثبت أنه مجرد مؤسسة صورية عاجزة عن أداء مهامها ‘ مشيرين بأنها لا ترى جوع المواطن ولا تسمع صوته ‘ وفي ظل معاناة يومية وأزمات خانقة ‘ يتفرج هذا البرلمان من منافي الشتات وكأن ما يحدث لا يعنيه ‘ محذرين بأن برلمان كهذا لا يستحق البقاء".
وتابعت المصادر بالقول:" بأن شراكة الإفشال عقدت اجتماعها عبر الزووم ‘ وكانت مخرجاتها لا شيء لما تعانيه الشراكة ‘ من تدهور الخدمات والرواتب والاسعار ‘ ونوهت المصادر بأن المعاناة مصنوعة ويشارك فيها أكثر من طرف لرفض أي نموذج ناجح في الجنوب".
*رفض قاطع.. لتدخل البرلمان في شؤون الجنوب:
منذُ تأسيسه ‘ نجح المجلس الانتقالي الجنوبي في ترسيخ حضوره كقوة سياسية وعسكرية ذات قاعدة شعبية واسعه في الجنوب ‘ معتمدًا على خطاب واضح يستند الى تطلعات الشارع الجنوبي لاستعادة دولته ومؤسساته المستقلة".
ويرى مراقبون: "أن هذه الخطوة التصعيدية تأتي في سياق إعادة رسم العلاقة مع سلطات ما يُعرف ب "الشرعية اليمنية" ‘ خاصة في ظل الانفصال القائم بين صنعاء وعدن ‘ وفشل المؤسسات الرسمية في معالجة الازمات المتراكمة ‘ كما تعكس قرارات المجلس رفضًا لمُحاولات إعادة إنتاج المؤسسات القديمة في سياق لا يستجيب لطموحات الجنوب ‘ بل يُنظر إليه كالتفاف على مطالبة المستمرة منذُ 2015".
*مجلس النواب اليمني .. منتهي الشرعية ولا يمثل شعب الجنوب:
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي ردود أفعال شعبية جنوبية غامضة وصارمة إزاء محاولة مجلس النواب اليمني فرض وصايته على الجنوب وشعبه لتمرير قرارات ومشاريع منتقصة ومعادية تخدم مليشيات الحوثي والاخوان.
وأكد أبناء الجنوب عامة ‘ والشارع الجنوبي خاصة ‘ عن الرفض الصارم لاي محاولة تهدف الى تزوير إرادتهم وتمثيلهم من قبل ما يسمى بمجلس النواب اليمني الذي ينتمي اعضاءه لمحافظات الشمال الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي.
مؤكدين أن مجلس النواب منتهي الصلاحية واعضاءه هاربين من دول الشتات بالخارج وهم يمثلون محافظات الشمال ولم يمثلوا الجنوب وشعبه الذي سبق وان رفضهم على أرضه ولم ينتخبهم أي جنوبي ‘ بل أن أعضاء مجلس النواب من أبناء الجنوب قدموا استقالات جماعية واعلنوا انخراطهم بالثورة السلمية لتحرير واستقلال الجنوب التي انطلقت في عام 2007م ومازالت مستمرة حتى تحقيق هدف شعبهم في نيل حريته واستقلال دولته الفيدرالية المستقلة على كامل ترابها الوطني وعاصمتها عدن.
*ملامح مرحلة جديدة:
يؤشر تصعيد المجلس الانتقالي الى دخول الجنوب في مرحلة جديدة من تثبيت مشروعه السياسي على الأرض ‘ سواء من خلال تعزيز المؤسسات المحلية ‘ أو من خلال تحجيم نفوذ المؤسسات التي يعتبرها الشارع الجنوبي جزءًا من الماضي الذي فُرض قسرًا.
ويبدو أن الجنوب يتجه نحو مزيد من التمايز عن منظومة "الشرعية" ‘ في وقت يشتد فيه الضغط الشعبي لتكريس واقع سياسي جديد يعكس حقيقة القوى الفاعلة على الأرض.